تساهلت في اللباس والحديث مع الرجال، فكيف أكفر عن ذلك؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما حكم لبسي للبنطال الواسع عند خروجي من المنزل؟ لأني ألبسه عند خروجي من المنزل، وأشعر بأني ملفتة للانتباه وغير مستورة.

منذ سنة كنت أتمرن مع الرجال في صالة رياضية مختلطة، وكانت رياضة قتالية، ولكني توقفت عنها.

وكان عندي مشروع تخرج مختلط بين شباب وبنات، وكان يحصل فيه بعض الضحك في غالبية الوقت، وبعد انتهائي من المشروع تواصل معي أحدهم بغرض الدراسة والتخرج وهكذا، وكان يحصل في غالب نقاشاتنا بعض الضحك، وحاليا أشعر بالاشمئزاز -القرف- من نفسي وشكلي وتفكيري وكل ما كان بيننا.

كيف أكفر عن كل هذا؟ وكيف أدخل لحياة جديدة بنية صحيحة وتوبة نصوح؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

فلا شك أن الإسلام دين الفطرة، ولا أدل على ذلك من إنكارك وتأففك بما حدث معك، حتى وصل إلى مرحلة (القرف)، وهذا يظهر عودتك إلى الفطرة السليمة، وإنا نسأل الله أن يتم عليك هذا الخير، وأن يهدينا وإياك لطريق الصلاح والرشاد.

الأخت الكريمة: إن لباس المرأة المسلمة له شروط ذكرها أهل العلم، وهي:

- أن يكون مستوعبا لجميع بدنها، أما الوجه والكفان ففيهما خلاف بين أهل العلم في وجوب تغطيتهما أو استحباب ذلك.

- ألا يكون زينة في نفسه، حتى لا يلفت إليه نظر الرجال، لقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن) [النور:31].

- ألا يشف عما تحته؛ لأن الستر لا يتحقق بالشفاف، بل يزيد المرأة زينة وفتنة، وقد وصفهن -صلى الله عليه وسلم- بالكاسيات العاريات، وبين حكمهن فقال: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس بها، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

- أن يكون فضفاضا غير ضيق، فإن الضيق يفصل أعضاء المرأة، وهو منهي عنه.

- ألا يكون مبخرا، أو مطيبا، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

- ألا يشبه لباس الرجال؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال) رواه أحمد.

- ألا يشبه لباس الكافرات، أو الفاسقات، أو من لا خلاق لهن، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ومن تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد وأبو داود.

- ألا يكون لباس شهرة، وهو كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس.

وإذا طبقت هذا الشروط على لباسك السابق علمت حرمتها.

كذلك الحديث مع الرجال الأجانب الأصل فيه المنع والحرمة، ولا يباح إلا لضرورة، ولا يتجاوز الحد المباح في الحديث عند الضرورة، كالمزاح وغيره، ومتى ما انتهت الضرورة حرم التحدث.

وأما التكفير عما سبق -أختنا- فالحمد لله الذي جعل التوبة الصادقة تجب ما قبلها، وأن الله يقبل توبة التائبين ويغفر لهم متى ما أقبلوا عليه، لذا نحن نوصيك بما يلي:

أولا: التوبة الصادقة، مع العزم على عدم العودة، وكثر الاستغفار لله -عز وجل-.

ثانيا: كثرة النوافل: فقد أخبر الله -عز وجل- أن "الحسنات يذهبن السيئات"، فالطاعة تجب المعصية، والحسنة تمحو -بإذن الله- السيئة، فأكثري -بارك الله فيك- من النوافل، واحرصي على تنوعها؛ حتى لا يصيبك الملل، واجعلي بعضها صلاة، وبعضها ذكر، وبعضها مساعدة المحتاجين، وبعضها قضاء حوائج المسلمات.

ثالثا: اختيار الصحبة الصالحة والرفقة الآمنة التي تعينك على طاعة الله -عز وجل-.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يتقبلك في الصالحات، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات