السؤال
لي أخت من الأب عمرها 26عاما تعيش مع أمها منذ الولادة ونظرا للمشاكل التي كانت بين أبي وأمها صارت المقاطعة بينها وبيننا كليا فضاعت أختي وأصبحنا نسمع كلاما عن سوء سيرتها فنبذها أبي وقال انسوها كما نسيتها، ولكن عند كبرنا أردنا أن نجمع شمل العائلة وبعد عناء وافق أبي برجوعها إلينا أما الآن وعند قروب موعد زفافها رجع وقال إنه لا يريدها أصلا ورفض مجيئها إلينا وأقسم أن لا نحضر كلنا زفافها وقال إنه لن ينسى أبدا سوء تصرفها وقال بأن العار أطول وهي الآن وحدها، مع العلم بأنها تابت ورجعت إلى طريق الله فماذا عن أبي، هل هو مخطئ في حقها وماذا نفعل لإقناعه بكونها مهما فعلت فهي ابنته وهي الآن معذبة لا تدري أتفرح بزواجها أم تحزن لغضب أبي عنها وعدم وجودنا معها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوالدك مخطئ في مقاطعته لابنته ورفضه لها بعد توبتها، وربما كان سبب ما وقعت فيه من خطأ هو تقصيره في تربيتها وإهماله لها، والمهم هنا هو كونها قد تابت إلى الله وندمت على خطئها والتوبة تمحو ما قبلها، فالذي ننصحك به هو محاولة إقناع أبيك بالصفح عنها وقبولها، وتوسيط بعض من لهم وجاهة وكلمة عنده في ذلك، وعليها هي أن تسعى في مرضاته ليصفح عنها، فقلبه أرحم من أن تطرح بين يديه منكسرة الخاطر فلا يرق لها.
وننبه هنا إلى أنه لا بد من موافقته على زواجها وحضوره أو توكيله لغيره في ذلك، فإن أبى ومنعها من كفؤ فلها رفع أمرها للقضاء لإلزامه بذلك أو العقد لها دونه، وأما حضوركم حفل زفافها فلا يجوز ما لم يأذن لكم، والأولى أن يأذن لكم ويكفر عن يمينه فذلك خير له من التمادي فيه، وذلك لأن طاعته واجبة وحضور زفافها غير واجب، لكن أن أمركم بمقاطعتها وعدم صلتها فلا طاعة له في ذلك، والأولى هو محاولة الصلح مع الأب وإقناعه بالصفح عنها والتكفير عن يمينه. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49120، 75897، 31277، 7759.
والله أعلم.