وجوب بّر الأب الذي يكثر من السب والحلف بالطلاق

0 212

السؤال

أنا أعاني من مشكلة وهي تتعلق بوالدي, بكل صراحة والدي إنسان مع المجتمع خارج البيت يكون شخصا جيدا وأكثر من الجيد, ولكنه داخل المنزل يتحول بسرعة إلى إنسان ثان, من أي شيء بسيط ممكن أن يتحول إلى إنسان يلفظ ألفاظا سيئة وكلمة الطلاق أهون شيء عليه, فهو لا يعرف الهروب من المواجهة إلا أن يحلف بالطلاق, وعلما أنه يصلي ولا يترك أي فرض صلاة وهو من الذين يرتادون المسجد ومن الذين يحفظون القرآن الكريم. أريد نصيحة منكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به هو معاملة أبيك على النحو الذي أمر الله به ولا يحملنك سوء خلقه على التفريط فيما له عليك من الحقوق.

فسوء معاملة الوالدين للأبناء لا يسوغ عقوقهما، ولا يضيع به حقوقهما، كيف وقد أمر الله بشكرهما والإحسان إليهما وصحبتهما بالمعروف وإن كفرا واجتهدا في إيقاع الأبناء في الشرك بالله تعالى ، كما قال عز وجل: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان:15،14}.

كما أمر تبارك وتعالى بالتواضع والذل لهما، ونهى عن أدنى أذية لهما ، فقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما *واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا {الإسراء:24،23}

وعن معاذ قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.الحديث. رواه أحمد وحسنه الألباني.

ثم إن من واجب الأب أن يؤدي الأمانة في تربية أبنائه على شرع الله، وأن لا يسيء استعمال هذا الواجب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. الرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم. رواه البخاري ومسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع ؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته. رواه النسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني. 

كما عليه أن ينأى عن أيمان الطلاق ولا يعود لسانه على ذلك ففي الحديث الشريف: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. متفق عليه.

وعلى الأبناء أن ينصحوه برفق ولين، وأن يوسطوا لذلك من كان من أهل الخير فإن ذلك من البر به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة