السؤال
أعاني أنا وأمي وإخوتى الكثير من أبي فاتركوني أحكي لكم القصة: أمي تزوجت من شخص من الجزيرة في أسوان حيث إنها بلد مشتهرة بالحسد والكره ولها أصل نوبي, وأمي من الصعيد من الأقصر, وكان هذا الزواج من قبل جدي أبي أمي وكان زواجا غير موفق من المستوى الاجتماعي والأخلاقي, حيث إن أمي لها مركز مرموق وكم عانت أمي من الضرب والإهانات وكان أبي لا يريد أبناء أبدا, واستمرت أمي تعانى ثمانية أعوام من التعب والضيق حتى اعتقدت أن الأبناء هم الدين سوف يجعلون ذلك الأب يتحسن, وجاء أخي الأكبر ثم جئنا أنا وأختي الأكبر مني ثم أنا وعانينا مثل ما عانت والدتي من عدم رعاية ولا دفع أموال علينا, حيث نمرض ولا يدفع علينا أي مال, ومن رحمة الله أن أمي تعمل وتصرف علينا وكان يضرب ويهمل فينا كأننا لسنا أبنائه, ويعاملنا معاملة الأغراب نحن وأمي, وكبر أخي وصرفت عليه أمي حتى أصبح مهندسا وبدأ يصرف علينا, وأختي مدرسة وكتب كتابها على شخص ما, معه صنايع, ولكن حدث أن أختي حملت وهي مكتوب كتابها وأخذنا إجراءات الزواج بسرعة في الشهر الثاني, وأرجو الرد في هذه النقطة وحكم الشرع فيها؟ وأخي خطب, وأنا وأمي نعيش في غربة بدون أقارب ولا جيران, وأنا أخشى أن يحدث شيء لأمي ولا أجد أحدا يسأل علي, وأبي له تصرفات غير طبيعية, لا أريد أن أطيل عليكم, حيث أنا مريضة بالسكر نتيجة للضغوط وأنا عمري 21 أريد الرد في هده الحالة وماذا أعمل مع هذا الأب الذي أشعر نحوه بالكراهية؟ وأمي المسكينة وأنا وغربتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أحسنت أمك حين صبرت على سوء معاملة زوجها، وبذلت جهدها في تربية أولادها، ولها بذلك الأجر العظيم عند الله إن كانت قصدت بذلك وجه الله، وما ذكرته عن والدك، فهو بلا شك، سلوك ذميم، وظلم بين، وخلق سيء يتنافى مع أخلاق الإسلام، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك في البر وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير *
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون { لقمان: 14،15}.
فلا يحل لك أن تقابلي ظلم والدك لكم بمقاطعته والإساءة إلبه، وإنما بمصاحبته بالمعروف، وبالدعاء له بالهداية، والنصح له برفق، وأما أمك فإن عليك أن تجتهدي ما استطعت في برها والإحسان إليها بكل وسيلة مشروعة، والتخفيف عنها، والدعاء لها.
أما ما ذكرته عن أختك التي حملت وهي معقود عليها قبل إعلان الدخول، فاعلمي أن الرجل إذا عقد على المرأة عقدا شرعيا صحيحا فإنها تصير زوجة له يحل له الاستمتاع بها إلا الجماع، مراعاة للعرف، أما وقد حدث ذلك فإن هذا الرجل أساء لمخالفته العرف، ولكن في النهاية هو قد وطأ زوجته، وحكم الحمل أنه ولده، بالإجماع، فلا إشكال إذا.
وننصح السائلة أن تجاهد نفسها وتقوي صلتها بربها وتتوكل عليه في كل أمورها، وهو سبحانه يكفيها كل الهموم، قال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا {الطلاق 3}
والله أعلم.