لا تلتفت لسخرية والدك، واحرص على الإحسان إليه

0 293

السؤال

أنا شاب في 15 من عمري, الحمد لله أصلي صلواتي الخمس في المساجد, وأحب القراءة جدا, وخاصة الكتب الدينية, حتى أصبح أصدقائي يسألوني ويستفنونني في أشياء, باختصار أنا متدين, ولكن المشكلة أن أبي أحضرني إلى أمريكا, وأصبحت أخاف أن أكون عاصيا في المستقبل, وأبي يشتغل في بيع الخمور والقمار, ونصحته كثيرا, ولكن لا حياة لمن تنادي، ودائما يقلل من قيمتي, ويسخر مني لأنني لا أصافح الأجنبيات، لا أعرف ماذا أفعل فأرجو المساعدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن فضل الله على الشاب أن ينشأ محبا لله ورسوله وحريصا على مرضاة ربه والتزام حدوده، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: شاب نشأ في طاعة الله. كما في حديث الصحيحين، فما ذكرته من استقامتك هو نعمة من الله يجب أن تشكره عليها وتحافظ على هذه النعمة.

وأما ما ذكرته عن والدك فهو أمر مؤسف يدل على ضعف الدين وفساد الفطرة، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك في البر ولا يجوز مقاطعته أو الإساءة إليه، قال الله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان:14-15}، ومن البر به أن تستمر في نصحه بالرفق ولا تيأس أبدا، وتجتهد في الدعاء له بالهداية، ولكن لا يحل لك أن تطيعه فيما يغضب الله أو تشاركه في عمل محرم، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري ومسلم.

وإن أمكنك إقناعه بسفرك لإقامتك في بلدك المسلم فالأولى لك حينئذ أن تترك الإقامة معه في بلاد الكفار، أما إذا لم يكن بد من إقامتك معه في هذه البلاد، فعليك أن تجتهد في الحفاظ على دينك، وينبغي أن تبحث عن رفقة صالحة تعينك على هذا، وتداوم على حضور مجالس العلم والذكر، وتسعى لتعلم أمور دينك، ولا تلتفت إلى سخرية والدك أو غيره منك، فعليك أن تثق بدينك وتستعلي بإيمانك، واعلم أنك إن صدقت مع الله واستعنت به فسوف تجد التيسير والعناية من الله وسوف يكفيك كل شيء، قال الله تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه..  {الطلاق:3}، وفقنا الله وإياك لما يرضيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة