السؤال
أخواتي وأمي وأبي غير ملتزمين بكثير من تعاليم الدين نرجو النصيحة أحيانا تطلب مني أمي أن أطلب لها فلوسا من أبي وتقول إنها قد صرفتها وأخشى أن تكون كاذبة أحيانا، أخواتي يطلبن مني اقتراض مبلغ وأخشى أن يذهب هذا المبلغ في محرم، إذا أعطتني أمي فاتورة أعطيها لأبي اشترت بها شيئا غير شرعي ماذا أفعل معهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يرتقي بأسرته نحو المعالي، ويصعد بهم في مدارج الصلاح عبر النصيحة المستمرة، والتذكير الدائم، والترغيب والترهيب، منوها لهم بحقارة الدنيا، وسرعة زوالها، وأن الإنسان وما حوله من النعم بيد الله يتصرف فيها كيف يشاء، ولا يملك الإنسان منها مثقال ذرة، فأرضه وسماؤه وهواؤه وماؤه بل وأعضاؤه ملك لله تعالى، قال الله تعالى: (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون) [الأنعام:46].
وقال تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا) [نوح:13-18].
ولا يعدم الداعية الصادق الوسيلة النافعة في دعوة أسرته إلى الخير عن طريق الشريط الإسلامي، والكتاب النافع، والمحاضرة المؤثرة، وقبل هذا وبعده يجب أن يكون قدوة صالحة في البيت وخارجه، حتى يكتب له القبول والتأثير.
أما بشأن ما يحدث بين أفراد الأسرة في المعاملات، فالضابط لها هو قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) [المائدة:2].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمن لم يطع الله" رواه أحمد عن أنس.
فإن علمت من حال أمك وأخواتك أنهن يصرفن ما تأخذ لهن من أبيك فيما لا يحل، فلا يجوز لك إعانتهن على غرضهن الفاسد.
وكن رفيقا، فما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
والله أعلم.