السؤال
أنا مقيم بالإمارات ووالدي بفلسطين - غزة
تورط والدي في قرض ربوي أخذه من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بفلسطين منذ أكثر من 10 سنوات بغرض تطوير مشروع وقد تغيرت الأحوال للأسوأ وهو غير قادر على إكمال السداد ، والآن تقوم الوكالة بمطالبتنا بسداد هذا المبلغ وإلا سيسجن الوالد - فاتصلوا بي لكي آخذ مبلغا دينا من شخص وأقوم بسداده شهريا على دفعات ولكن وضعي الحالي لا يسمح فأنا متزوج وعندي ولد وعلي ديون وراتبي لا يكفي لهذه القضية، فهل إن رفضت أكون بذلك عاقا لوالدي ؟ وقد أمهلوه مهلة لآخر هذا الشهر، أرجو المساعدة وبارك الله فيكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن حق الوالد على ولده عظيم، كما أن بره والإحسان إليه من أعظم ما يقرب إلى الله،
أما عن سؤالك، فإن ما فعله والدك من الاقتراض بالربا خطأ كبير، فإن الربا من أكبر الكبائر ومن أسباب غضب الله ومحق البركة، لا سيما وهو لم يقترض ذلك لحاجة مقبولة، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك في البر والإحسان، ومن الإحسان إلى الوالدين الإنفاق عليهما عند حاجتهما، ولكن يشترط لوجوب الإنفاق أن يجد الابن ما ينفقه على والده زائدا عما يحتاج إليه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بنفسك. رواه مسلم.
فإذا كنت لا تجد مالا فاضلا عما تحتاجه لحاجاتك الأصلية، فلا يلزمك أن تؤدي دين والدك، ولا تكون عاقا له بامتناعك عن الأداء، لكن عليك أن تبره وتحسن إليه بكل ما تسطيعه من الأمور المباحة، وتكثر له الدعاء.
والله أعلم.