من فوائد قيام الليل الدنيوية والأخروية

0 531

السؤال

ماهي فوائد قيام الليل في الدنيا والآخرة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقيام الليل قربة من أجل القربات وطاعة من أنفس الطاعات، لا يحافظ عليها إلا الموفقون, ولا ينافس فيها إلا السابقون، وقد بينا طرفا من فضائله في فتاوى كثيرة وانظر منها الفتوى رقم: 2115، والفتوى رقم: 53582.

وأما فوائده وثمراته التي تعود على العبد في الدنيا والآخرة فكثيرة تستعصي على الحصر، ولكننا نسوق إليك طرفا منها لعل الله أن ينفعك بها وإخواننا القراء.

1-   أنه سبب لنيل الجنة، وناهيك بها من فائدة، قال تعالى: قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار. {آل عمران: 15-17}.

 وقال تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون  فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون  {السجدة :16-17}، وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

2- أنه سبيل إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة كما قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد {إبراهيم:7}.

وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.متفق عليه.

3- أنه يقرب إلى الله عز وجل، وهو سبب في تكفير سيئات العبد ومغفرة ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.

4- أنه ينهى صاحبه عن الإثم قال تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. {العنكبوت:45}.

5-   أنه مطردة للداء عن الجسد فهو سبب لذهاب الأسقام وإبعاد الآلام فقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة إلى الله تعالى, ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد. أخرجه الترمذي.

6- أنه يكسو وجه صاحبه نورا فإن الجزاء من جنس العمل فإنهم لما احتملوا ظلمة الليل وهانت عليهم مكابدتها جازاهم الله بأن نور وجوههم، فقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحب هذا الرجل.

وقيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.

7- أنه سبب فى زيادة الرزق قال تعالى: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى.{طه: 132}.

8- أنه يعرض صاحبه للنفحات الإلهيه ويكون سببا لإجابة دعائه وإعطائه سؤله وقت نزول الرب عز وجل إلى سماء الدنيا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.

9- أنه يحصل لصاحبه الثواب المضاعف فقليله يزيل عنه اسم الغفلة، ومتوسطه يكسوه اسم القنوت، وكثيره يجلب له قناطير الأجر، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. رواه أبو داود.

ولو طفقنا نتتبع الفوائد والثمرات المترتبة على قيام الليل لطال بنا المقام جدا، ولكننا نكتفي من القلادة بما أحاط بالعنق، فأصبع تشير خير من باع يعجز عن الإحاطة.

والله أعلم.

 

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات