الحل في اللجوء إلى الله تعالى

0 279

السؤال

حياتي مضطربة على ما أشد ما تكون. قاربت على الأربعين وأحس أننى شيخ كبير.عانيت من اعتداءات و أنا صغير(كثيرة). امتنعت عن أي ممارسة منذ ما يقرب من عشرين عاما أو يزيد.التزمت ظاهريا منذ سبعة عشر أو ثمانية عشر عاما أو يزيد، ولكن أحس فى بعض الأحيان أن الإيمان منزوع مني. تزوجت وعندي من الأولاد 3 . ظننت أن الزواج الحل السحرى لمشكلتي. كان يؤرقني النظر للرجال بشهوة كثيرا.أذهب الآن إلى طبيب نفسي. و لكن المواقع إياها أدخل عليها بين الفترة و الفترة. عندما أبتعد عنها أحس براحة ولكن شهوتي تغلبني فى النهاية. أحس أنني أحترق داخليا.أعلم أن الحل اللجوء إلى الله و لكن قلبي قاس لدرجة.....أرجو النصح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أنك قد هديت إلى الصواب والسداد وألهمت الهدى والرشاد في قولك " أعلم أن الحل في اللجوء إلى الله" وجوابنا لن يخرج عن هذا بل حولها سندندن بشيء من التفصيل, لنعلمك أخي أن اللجوء إلى الله تعالى ليس محصورا كما يظن كثير من الناس في الدعاء فقط, كلا فالدعاء صورة من صور اللجوء إلى الله سبحانه وباب من أبوابه, أما اللجوء إلى الله سبحانه بمعناه الشامل الكامل هو القيام بأوامره سبحانه جميعا, وذلك من أسباب استجابة الدعاء. قال سبحانه: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله {الشورى:26}.

 قال ابن كثير:" قال السدي: يعني يستجيب لهم. وكذا قال ابن جرير: معناه يستجيب الدعاء لهم [لأنفسهم] ولأصحابهم وإخوانهم" انتهى.

فعليك أخي السائل بالاجتهاد في طاعة الله والقيام بأوامره سبحانه, فإن التفريط في الأوامر يثمر ضمن ثمراته النكدة تسليط المعاصي على العبد بحيث تلازمه فلا يقدر على الفكاك منها, قال سبحانه: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين  {الزخرف:36}

وقال سبحانه: فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة {المائدة:14} قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: إن ترك الواجب سبب لفعل المحرم قال تعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما  ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. فهذا نص فى أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء. انتهى.

فسارع أخي بالبحث عما فاتك من الواجبات والطاعات من أعمال الجوارح، كالصلاة بخشوع، وأداء الزكاة، والصيام بشروطه وآدابه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك, وكذا أعمال القلوب من خشية لله وتوكل عليه وأنس به وشوق إليه وحده ورضا بقضائه وغير ذلك, فإنك إن قمت بهذا صرف الله عنك بفضله ورحمته هذا البلاء , ثم نوصيك بكثرة ذكر الله والصلاة فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات. قال سبحانه: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر {العنكبوت:45}

جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.

 وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني اسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، و مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 179، 2879، 6872، 7413، 7123، 7549، 8254،  21233.

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات