حصول البلاء من علامات محبة الله للعبد

0 226

السؤال

لي صديقة كانت تفعل معصية من المعاصي، ثم لما نصحتها ووجهتها تابت منها، وبعد إقلاعها عن الذنب وتوبتها لسنوات علم أبوها بذنبها وعاقبها، وعلم أهلها بفعلها هذا الذنب، فأحدث هذا انتكاسا لديها في إيمانها ودينها، فكيف أنصحها الآن وأوجهها، أفيدونا مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من حق أبي هذه الفتاة أن يعاقبها، ولا أن يعنفها هو ولا أهلها، وكيف يحق لهم ذلك، وقد تابت إلى الله تعالى: و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له). كما في الحديث.

وعلى كل فينبغي أن تذكري صديقتك هذه أن من رحمة الله بالعبد أن يعجل له العقوبة في الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. رواه الترمذي وصححه الألباني. وهذا يدل على أن حصول البلاء علامة من علامات محبة الله للعبد، وأنه أراد به خيرا، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه. يعني بالبلاء. رواه البخاري. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني. فعلى المؤمن أن يبصر الرحمة من خلال البلاء، وقد قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة: 216}.

فكل ما يصيب المؤمن في الدنيا من أنواع البلاء يكفر الله عنه به من سيئاته ويرفع به درجاته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها خطيئة. رواه مسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة ، فما يبلغها بعمل ، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها. رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم، وحسنه الألباني.

وقد سبق في الفتوى رقم: 49062 بيان أن علاج الانتكاس يكون بمعرفة أسبابه، كما سبق لنا بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة والاستمرار في طريق التوبة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 76210، 12744، 93700، 5450، 75958، 29785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات