أبواها يصران على أن تكمل دراستها الجامعية المختلطة

0 368

السؤال

أدرس في جامعة مختلطة، حاولت أكثر من مرة إقناع والدي أن يدعاني أقر في البيت، وأنفذ أمر ربي ولكنهما يرفضان بشدة.
فماذا أفعل علما أنهما منذ صغري يحلمان بأن أصير طبيبة، لذلك يصيبني ضعف كلما أردت مجادلتهما حيث إن أمي تبدأ بالبكاء حتى أنها مرة قد أغمي عليها.
أرجوكم أفيدوني، فأنا قد حرت فيما علي فعله خصوصا أني أعلم خطورة العقوق؟
ونسيت أن أخبركم أن بلدي ليس به إلا الجامعات المختلطة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن إكمالك للدراسة فيه من المصالح والمنافع ما فيه، ومن هذا أنه لا بد للمسلمات من طبيبة مسلمة تعالجهن وتداويهن حتى لا يتكشفن على الرجال, فإذا انضاف إلى ذلك رغبة والديك الشديدة في إكمال الدراسة فهنا يتأكد الأمر بالنسبة لك لما فيه من بر الوالدين، وإدخال السرور عليهما، وهو من أكبر الواجبات وأعظم القربات.

 يبقى بعد ذلك النظر في المفاسد المترتبة على ذلك من الاختلاط، فإنه ولا شك من المفاسد العظيمة والذرائع القوية لحصول الشر وعموم الفساد, ولكن على أية حال يمكن التحرز من مفاسده, وذلك بارتداء الحجاب الشرعي الكامل الساتر لجميع جسد المرأة بما في ذلك وجهها وكفيها, ثم البعد عن أماكن الاختلاط, وعدم الخلوة بالرجال, بل وترك محادثتهن إلا لحاجة معتبرة, وأن يكون الحديث مع ذلك منضبطا بالضوابط الشرعية من ترك الخضوع بالقول ونحوه, ثم بعد ذلك غض البصر عما يثير الفتنة ويحرك الغرائز.

فإذا التزمت الدراسة مراعية لهذه الشروط فستندفع عنك الفتنة -إن شاء الله- وبذلك تكونين قد حزت الخيرين وحصلت المصلحتين: أعني مصلحة بر الوالدين، ومصلحة إتمام الدراسة.

أما إن خفت مع ذلك الفتنة أو الوقوع في المعصية – بعد تمام التحرز والتوقي - فعندها يلزمك ترك الدراسة، ولا تلتفتي لكلام والديك ولا يكون هذا من عقوقهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة