أخذت مالا كثيرا من أبيها بغير علمه فكيف تستحله

0 1086

السؤال

سرقت مالا من أبي منذ سنوات على فترات متعددة، لكن لا أعلم فهو مبلغ كبير بالآلاف، وندمت ندما شديدا وتبت ولله الحمد، واستغفرت ربي وعاهدت على عدم الرجوع. لكن ماذا أفعل؟
لا أستطيع إرجاع المال لأني فتاة لا أزال أتلقى المصروف اليومي ولا أملك وظيفة والمبلغ كبير، ولا يمكني إحصاءه ولا إرجاعه، ولا أستطيع مواجهة والدي بأني سرقته والله إني لأخجل وأخاف غضبه مني وتوتر علاقتي به !!
لكن قلت له يا والدي حللني إن كنت قد فعلت بك شيئا يوما ما .. ولم أفصح له عن هذا الشيء بل فقط قلت له أبي حللني إن كنت فعلت شيئا بك .. فقال لي .. ( بحل وأنت لم أجد منك إلا الخير ولست غاضبا عليك..
فهل يكفي هذا أم لا بد من إخباره أنني سرقت وأطلب الحل ..؟
أم يكفي أنه حللني دون أن أخبره لأني خجلت جدا من مواجهته وخفت كثيرا فقط قلت له إني أحس أنني قد غلطت عليك في يوم وأخاف أنك غضبت علي بشيء، فحللني إن كنت يوما أخطأت بحقك، فقال (بحل يا بنتي لم أجد إلا خيرا منك وهو دائما يقول أنا أحلل كل شخص أخطأ بحقي ..سواء من أبنائي أو من الناس فهل هذا يجزي أيضا .. ومعناه أنني داخله ضمن الحل أم لابد من مواجهته بذنبي فأنا خائفة أن أموت وأنا برقبتي دين لا أستطيع رده!
أرجوك أرشدني للطريق الصحيح,, إن كان لا بد من الذهاب والتحلل منه هل لي أن أرسل له رسالة على جواله أقول له أنا شخص قد سرق منك مالا وتبت فأرجوك حللني .. ولا أكشف هويتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسرقة ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، ويعظم الإثم بسرقة الولد من مال أبيه؛ لأنه بذلك قد جمع بين السرقة والعقوق، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، وأن تجتنبي العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى، خاصة وأنك قد عاهدت الله على عدم العودة إليه. وراجعي شروط التوبة من السرقة بالفتوى رقم: 28499، وقد ذكرنا فيها أن من شروطها رد المسروق إلى صاحبه، وعلى هذا فالأصل أنه يجب عليك أن تردي هذا المال لأبيك واستحلالك منه بالصيغة التي ذكرت لا يكفي؛ لأنه قال ما قال بناء على ثقته فيك، وأنك لم يحدث منك تقصير تجاهه، وحتى يكون استحلاله معتبرا فلا بد أن تذكري له أن له عليك حقا -قطعا- وربما يكون غير عالم به، فإن أبرأك بعد ذلك كنت في حل ولو لم تذكري له حقيقة هذا الحق لأن الإبراء من المجهول صحيح على الراجح من أقوال العلماء، كما بينا بالفتوى رقم: 111664، ونوصيك بالإحسان في المستقبل والحرص على الإكثار من الحسنات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات