السؤال
أنا أعمل في شركة ومعي زميلات فى العمل، وخلال اليوم غصبا عني أنظر إليهن أكثر من مرة ولكن بدون شهوة. فهل أنا مؤاخذ بهذا وكذلك حين أسير فى الشارع أو أنتظر أي وسيلة مواصلات تقع عيني على امرأة فأغض بصري ولكن بدون قصد أنظر إليها ثانية، ثم أغض وبدون قصد أنظر إليها ثالثا فأغض. فهل أنا مؤاخذ بذلك وخصوصا في زمن الفتن الذي نحن فيه لا يجد المرء أين ينظر وكذلك حين أنظر يقع فى صدري أني أذنبت ولا مانع أن أطيل النظر. فماذا أفعل دلوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمفسدة النظر إلى النساء الأجنبيات مفسدة عظيمة وهي – والعياذ بالله -
بريد الزنا، وفي غض البصر زكاة للنفس وطهارة للقلب، وكثرة الفتن وانتشار التبرج يزيد الأمر بغض البصر تأكيدا وتحتما، ولمعرفة خطر التبرج والسفور تراجع الفتوى رقم: 6226
والنظر إلى النساء الأجنبيات محرم ولو كان بدون شهوة، ولا يستثنى منه إلا ما لا قدرة للشخص على منعه كالنظرة الأولى مثلا كما بيناه في الفتوى رقم:36031 .
وقد ذكرت في كلامك أن مجال عملك فيه اختلاط بالنساء الأجنبيات وقد سبق أن بينا حكم العمل في الأماكن المختلطة فراجعه في الفتوى رقم: 130145, والفتوى رقم: 80583 .
ولم ندر مقصودك بقولك إنك تنظر بدون قصد ثم تعاود النظر ثانية وثالثة بدون قصد. فهذا فيه تناقض واضح, فإن كان مقصودك أنه يتكرر وقوع بصرك على النساء فجأة بدون قصد النظر فهذا له حكم النظرة الأولى ولو تكرر بشرط أن تأخذ بأسباب غض البصر والبعد عن أماكن تجمع النساء ما استطعت.
أما إن كنت تقصد أنك تكرر النظر إليها بدون قصد الشهوة فهذا حرام كما تقدم.
أما ما يقع في صدرك حينما تقع في فتنة النظر إلى النساء من أنك أذنبت ولا مانع من إدامة النظر فهذا من وحي الشيطان وتلاعبه بك، لأن المواقع للمعصية واجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله سبحانه لا أن يستديم المعصية, كما قال سبحانه: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. {آل عمران:133}.
وفرق بين من يلم بالمعصية ثم يبادر بالتوبة منها وبين من يطيل أمد مواقعتها. فاتق الله سبحانه واحفظ نظرك عن الحرام وكن على بصيرة من أمر الشيطان إنه لك عدو مبين.
وراجع الأسباب المعينة على التخلص من فتنة النساء في الفتوى رقم: 27977.
والله أعلم.