السؤال
هل توجد سيئات معينة تذهب بالحسنات وسيئات لا تذهب إلا بالتوبة، {إن الحسنات يذهبن السـيئات ذلك ذكرى للذاكرين} هود114، وما هي السيئات التي يمكن محوها بكثرة الحسنات والسيئات التي لا يمكن محوها إلا بالتوبة؟
هل توجد سيئات معينة تذهب بالحسنات وسيئات لا تذهب إلا بالتوبة، {إن الحسنات يذهبن السـيئات ذلك ذكرى للذاكرين} هود114، وما هي السيئات التي يمكن محوها بكثرة الحسنات والسيئات التي لا يمكن محوها إلا بالتوبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فأما عن كون الحسنات تمحو السيئات، فالقرآن قد أخبر بذلك كما قال تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات {هود:114}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي وحسنه الألباني. لكن الجمهور على أن هذا في الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى، أما الكبائر فلا بد لها من توبة، كما أن الذنوب المتعلقة بحقوق العباد لا بد فيها من استحلال أصحابها.
قال في دليل الفالحين: ثم هذا في الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى أما الكبائر فلا يكفرها على الصحيح إلا التوبة بشروطها، وأما التبعات فلا يكفرها إلا إرضاء أصحابها. انتهى.
وقال العيني في عمدة القارى: قال تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات. يعني الصلوات الخمس إذا اجتنبت الكبائر هذا قول أكثر المفسرين، وقال مجاهد هي قول العبد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وقال ابن عبد البر: قال بعض المنتسبين إلى العلم من أهل عصرنا: إن الكبائر والصغائر تكفرها الصلاة والطهارة واستدل بظاهر هذا الحديث، وبحديث الصنابحي: إذا توضأ خرجت الخطايا من فيه... الحديث. وقال أبو عمر: هذا جهل وموافقة للمرجئة، وكيف يجوز أن تحمل هذه الأخبار على عمومها وهو يسمع قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم. في آي كثير، فلو كانت الطهارة وأداء الصلوات وأعمال البر مكفرة لما احتاج إلى التوبة، وكذلك الكلام في الصوم والصدقة والأمر والنهي، فإن المعنى أنها تكفر إذا اجتنبت الكبائر. انتهى.
وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري: (وأتبع) أمر من باب الأفعال وهو متعد إلى مفعولين (السيئة) الصادرة منك صغيرة وكذا كبيرة على ما شهد به عموم الخبر وجرى عليه بعضهم لكن خصه الجمهور بالصغائر... انتهى.
والله أعلم.