السؤال
سؤالي الأول هو: بعد موت الإنسان ودفنه سمعت أن هناك نوعان من الناس يسألون في قبرهم ـ وهم المؤمن شديد الإيمان والكافر شديد الكفر ـ وهناك أشخاص جمعوا بين الأعمال الصالحة والسيئة لا يحاسبون في القبر ويترك أمرهم لله تعالى يوم القيامة إما أن يعفو عنهم، أو يحاسبهم، فما صحة هذا الكلام؟.
وسؤال أخير: هل الميت يستطيع رؤية أهل بيته وماذا يفعلون؟ وهل يستطيع رؤية أهله الذين ماتوا قبله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي تدل عليه ظواهر الأحاديث هو أن كل ميت يسأل في قبره سواء كان مسلما، أو كافرا، كما سبق في الفتوى رقم: 26181.
ومنه يعلم الأخ السائل أن سؤال القبر عام وأنه لا صحة لما سمع من التفريق بين المؤمن الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا وغيره، وبين الكافر شديد الكفر وغيره، نعم هنالك من استثني من فتنة القبر وعذابه وهم الأنبياء والشهيد في سبيل الله والمرابط الذي يموت وهو يحرس ثغرا من ثغور الإسلام ومن مات يوم الجمعة كما تقدم في فتاوى سابقة، فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 57747، 27525، 28696.
أما ما يتعلق برؤية الميت أهل بيته وماذا يفعلون: فلا نعلم ما يدل عليه من وجه ثابت، فإن من مات انتقل إلى عالم البرزخ، وهذا العالم لا يعلم أهل الدنيا شيئا عن أهله إلا ما جاء به الوحي، أو أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد أن الميت يعلم من يزوره إذا كان يعرفه في الدنيا ويستأنس بأحبابه إذا زاروه ويعلم أخبار أهله من خلال سؤال من لحق به من الموتى فيقول ما فعل فلان وفلانة ونحو ذلك، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 119951، ورقم: 24738.
وقد ذكر السيوطي في كتابه بشرى الكئيب بلقاء الحبيب، عن بعض السلف أثارا تدل على أن الميت يستقبله من سبقه من أهله ويفرحون به، ويرى ما يجري حوله ويعلم من يغسله، فقال: وعن سعيد بن جبير قال: إذا مات الميت استقبله ولده كما يستقبل الغائب.
وعن ثابت البناني قال: بلغنا أن الميت إذا مات احتوشته أهله وأقاربه الذين تقدموه من الموتى، فلهم أفرح به وهو أفرح بهم من المسافر إذا قدم أهله.
وعن سفيان قال: إن الميت ليعرف كل شيء حتى إنه ليناشد غاسله بالله إلا خففت علي غسلي، قال: ويقال له وهو على سريره: اسمع ثناء الناس عليك. انتهى. بحذف.
والله أعلم.