الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية السؤال في القبر وأحوال الناس فيه

السؤال

هل يُسأل الميت في قبره ثلاثة أسئلة، أو أقل، أو أكثر، أو بدون تحديد؟ أو لم يكشف الله لنا كل الأسئلة، حتى تحصل فتنة القبر؟
وأيضا في الأحاديث الصحيحة، الوضع يختلف بعد السؤال: فإما أن يرى مقعده في الجنة، أو ينادي منادٍ في السماء، أو يفسح له في قبره سبعون ذراعاً، وينام كنومة العروس وهكذا.
فهل هذا يعتمد على حسب إيمان الشخص أم ماذا؟
وفي بعض الأحاديث السؤال عن الشهادة فقط، ففي حديث صحيح: أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولَانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ. إلى آخره.
وفي حديث صحيح أخرجه الترمذي وابن حبان، سؤال جديد عن الله، وهو في حديث صحيح: ثمَّ يُقالُ لَهُ: فيمَ كنتَ؟ فيقولُ: كنتُ في الإسلامِ، فيُقالُ لَهُ: ما هذا الرَّجلُ؟ فيقولُ: محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، جاءَنا بالبيِّناتِ مِن عندِ اللَّهِ فصدَّقناهُ، فيُقالُ لَهُ: هل رأيتَ اللَّهَ؟ فيقولُ: ما ينبغي لأحدٍ أن يرَى اللَّهَ، فيُفرَجُ لَهُ فُرجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فينظرُ إليها يحطِمُ. إلى آخره.
وهناك أربعة أسئلة في حديث صحيح: يقالُ لَهُ: يا هذا، مَن ربُّكَ؟ وما دينُكَ؟ ومن نبيُّكَ؟ قالَ هنَّادٌ: قالَ: ويأتيهِ ملَكانِ فيُجلِسانِهِ، فيقولانِ لَهُ: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللَّهُ، فيقولانِ: ما دينُكَ؟ فيقولُ: دينيَ الإسلامُ، فيقولانِ لَهُ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي بُعِثَ فيكم؟ قالَ: فيقولُ: هوَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فيقولانِ: وما يُدريكَ؟ إلى آخره.
أرجو الرد على الأسئلة، وأعتذر عن الإطالة.
والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر القرطبي هذه الأحاديث وغيرها، في باب سؤال الملكين، من كتاب (التذكرة بأحوال الموتى، وأمور الآخرة).

ثم قال: اختلفت الأحاديث أيضاً في كيفية السؤال والجواب، وذلك بحسب اختلاف أحوال الناس، فمنهم من يقتصر على سؤاله عن بعض اعتقاداته، ومنهم من يسأل عن كلها، فلا تناقص.

ووجه آخر هو: أن يكون بعض الرواة اقتصر على بعض السؤال، وأتى به غيره على الكمال، فيكون الإنسان مسؤولاً عن الجميع. اهـ.
وكذلك ما ثبت من اختلاف أحوال الناس في أنواع العذاب، وفي أنواع النعيم، ينزل على اختلاف أعمالهم ودرجاتهم.

وقد عقد القرطبي في التذكرة بابا في (اختلاف الآثار في سعة القبر على المؤمنين بالنسبة إلى أعمالهم). وعقد بعده بابا في (ما يكون منه عذاب القبر، واختلاف أحوال العصاة فيه بحسب اختلاف معاصيهم).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني