ما يجب على من رفع صوته على أبيه وخاطبه بما لا يليق

0 214

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، ومغترب بإحدى دول الخليج منذ 3 سنوات، ومقبل على الزواج إن شاء الله خلال شهرين (ادعوا لي بالتوفيق وبكمال الأمر) والموضوع باختصار أنني - ويعلم الله صدقي - بذلت في تجهيز البيت وتأثيثه معظم ما أملك، ولا أنكر مساعدة والدي لي، ولكن هناك بعض الأمور التى أختلف فيها مع والدي، وهي عبارة عن كماليات لا تدخل في صميم تجهيزات الزواج الضرورية، ولكن والدي يصر على عملها، والمشكلة أنها تحتاج إلى أموال ليست بالبسيطة، وبالطبع أنا من يتحمل تلك الأعباء مع مساعدة من والدي لا تنكر، ويعلم الله أنني في أمس الحاجة لتلك الأموال لإتمام زواجي إن شاء الله، ولقد تكلمت مع والدي بخصوص صرف النظر عما لا يفيد، والتركيز على الأهم والضروري ووافق، وفوجئت بعد مدة أنه شرع في تنفيذ الأمر بدون موافقتي عند محادثتي له عبر الهاتف، فغضبت وعلا صوتي عليه، وتحدثت صراحة بكلام لا يجوز أثناء غضبي، وأنا لمت نفسي على ذلك التصرف غير المهذب مع والدي - مع أنني أحب أولاده إليه وأقربهم له - فما العمل ! أفتونا مأجورين، وادعوا لي بالهداية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن ييسر أمرك، ويهديك سواء السبيل، ثم اعلم أن ما أقدمت عليه من رفع صوتك على أبيك ومخاطبته بما لا يليق أمر لا يجوز شرعا، ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، وتندم على فعله، وتعزم على عدم العودة إليه مستقبلا، وعليك أن ترضي والدك بما أمكن، وتبين له أنك إنما فعلت ما فعلت لفرط الغضب، وأنك نادم على ما بدر منك، ثم ناصحه بلين ورفق مبينا له أن الإسراف والتوسع في أمور الدنيا أمر مذموم، وأن بحسب الإنسان أن يحصل مسكنا يليق بمثله، دون إضاعة للمال فيما لا حاجة إليه، ولا يجوز لوالدك أن يتصرف في مالك بما لا تريد، ولكن إن كان قد فعل ومضى في عمل ما أشرت إليه من هذه الكماليات، فننصحك بأن تغض الطرف عن هذا الأمر برا به، وحرصا على عدم إغضابه، وإذا كانت هذه نيتك فالمرجو من الله تعالى أن يخلف عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة