السؤال
أود أن أسأل إذا غضبت الأم على ابنتها بسبب أمر منكر. ما حكم ذلك حيث إن والدتي -هداها الله- اكتشفت لها محادثات مع شباب على النت، وواجهتها قالت إنه خطأ ولم أصدقها، وقالت إذا فتشت من خلفي مرة أخرى سوف أغضب عليك، وبصراحة أنا قلبي لم يطمئن لها، رجعت فتشت وراءها ولقيت الشيء مستمر بالعكس يتطور صارت تحدثهم على الهاتف، وإذا لم أواجهها بهذا الشيء سوف تستمر في الغلط الذي هي فيه. وإذا لم أواجهها أخاف أن تغضب علي. كل ما يهمني أن لا تغضب علي.
ســؤالي: إذا واجهت أمي بأني أعرف ما تفعله، وغضبت علي. ما هو حكم ذلك؟ وهل ربنا لن يكون راضيا علي أيضا؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فاعلمي أولا أن التجسس على الأم أو غيرها لا يجوز من غير مسوغ كظهور ريبة منها، وراجعي الحالات التي يجوز فيها التجسس في الفتاوى أرقام :
15454
واعلمي أن حق الأم عظيم، ومهما كان حالها فإن حقها في البر لا يسقط، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم :
103139 فما بالك بغيرهما من عصاة المسلمين.
ومن أعظم أنواع البر بالأم أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ومنعها من أسباب الفساد وكفها عن المحرمات. لكن ذلك لا بد أن يكون برفق وأدب من غير إساءة، وانظري في ذلك الفتوى رقم :
134356
فالواجب عليك أن تجتهدي في بر أمك وتداومي نصحها وتخويفها من عاقبة ما تفعله من محادثة الشباب، فإن لم ترجع فلتخبري من يقدر على منعها من ذلك، ولا يضرك غضبها عليك بسبب ذلك، بل أنت مأجورة –إن شاء الله- على برك بها وحرصك على منعها من المنكرات.
والله أعلم.