لا يجوز الإساءة إلى الوالدين بقول أو فعل ولو مزاحا

0 359

السؤال

والدي يمزح معي كثيرا، وأسلوب مزاحه في الأمور التي تستفزني، وأحيانا كثيرة يتحول الموضوع إلى جد ويغضب، فهل هذا عقوق؟ وما الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الوالد على ولده عظيم، وقد أمرنا الله بمخاطبة الوالدين بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، ونهى عن زجرهما وإغلاظ القول لهما، قال تعالى: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا { الإسراء:23ـ24}.

قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أماه من غير أن يسميهما ويكنيهما، قال عطاء وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما ـ ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.

فالواجب عليك اجتناب إغضاب أبيك ـ ولو كان يمزح معك ـ ولا يجوز لك الإساءة إليه بقول أو فعل، فإن الإساءة إليه قد تدخل في العقوق إذا تأذى بها الوالد، قال الهيتمي: كما يعلم من ضابط العقوق الذي هو كبيرة وهو أن يحصل منه لهما أو لأحدهما إيذاء ليس بالهين أي عرفا، ويحتمل أن العبرة بالمتأذي.

واعلم أن الإحسان إلى الوالد من أفضل أعمال البر التي يحبها الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة