الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة

0 535

السؤال

أنا رجل أسكن في الجزائر، حافظ من كتاب الله، وأحب أن ألتزم، ولكن أصبحت لي عادة في البارابول. أتوب إلى الله، وأعزم على ألا أعود، ولكن الشيطان والنفس يتغلبان علي. أود أن تعطوني حلا لهذه المشكلة، يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أخي أن علاج الإصرار على المعصية هو مجاهدة النفس والهوى والدنيا. قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت: 69} 

يقول الإمام ابن القيم : علق الله سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. الفوائد /78

ومن مجاهدة النفس تخويفها من الله، كما قال تعالى: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى {النازعات 40: 41} 

وتخويفها مما سيحدث من العقوبات الدنيوية والأخروية، فإذا أشتد خوفه مما سيحصل له من وراء الذنب تباعد عنه، وفر منه، فالخوف من الله ومن عقوباته في الدنيا والآخرة هو الأساس في ترك الذنب.

يقول سيد قطب رحمه الله: الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة، وقل أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى. الظلال 6/3818
ومن مجاهدة النفس مكابدتها ورفض الخضوع لطلباتها وشهواتها، يقول أحد السلف الأوزاعي : عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي.
ولن يصل أحد إلى الجنة إلا بالمكابدة فإن الجنة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجبت أو حفت بالمكاره. رواه البخاري.
ومن علاج الإصرار على المعصية إيجاد البدائل الحلال، كما هي عادة الشرع يحرم بابا من الحرام ويفتح بابا من الحلال، يحرم الزنى ويبيح الزواج، ويحرم الخمر ويبيح الطيبات....
ومن العلاج أن لا يأمن على نفسه الموت وهو مقيم على المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات