السؤال
أنا فتاة تبت إلى الله عز وجل منذ شهرين تركت المعاصي الكبيرة لكن هناك معاص لا أقدر على تركها متل لباسي أنا متحجبة لكني لست ملتزمة أحب شخصاعن طريق النت كنت أكلمه في الهاتف وبعد التوبة عبر الشات والحمد لله بدأنا نصلي أنا وهو ونحاول أن نلتزم ونشجع بعضنا ، وعندي سؤال أنا أشعر أن رب العالمين لا يرضى عني ولم يتقبل توبتي وأشعر أنني كل ما أصلي أكفر بالله عز وجل ماذا أعمل؟ أنا أشعر بالكفر والوسوسة وأستغفر كثيرا حتى صرت أكفر بالاستغفار لكن لا أنطق بذلك كيف أعرف أنه وسوسة أم لا؟
والمشكلة الأكبر أني أشعر يضيق وأحس أن ملك الموت سيأتي ويأخذ روحي لكن سيأخدها وهي عاصية لرب العالمين لاااااااااأعرف ماذا أعمل؟ وهذه الحالة صار لها أكثر من شهرين وأنا أشعر أني أعبد الله رب العالمين فقط لخوفي من النار وخوفي من عذابه سااااااااعدوني أريد حلا أريد الجنة وألا أتعذب بنار جهنم ولا أتعذب في القبر ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوساوس فننصحك بمجاهدتها والإعراض عنها وألا تلتفتي إليها، واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك ما دمت كارهة لها نافرة منها، وأنت على خير عظيم، وستؤجرين إن شاء الله بسعيك في التخلص من هذه الوساوس، ومهما وسوس لك الشيطان بأن هذا له حقيقة وليس وسوسة فأعرضي عن هذا كله واعلمي أنه من مكره وكيده ليحول بينك وبين التوبة، وانظري الفتوى رقم: 147101 ، وأما توبتك فإن الله تعالى سيقبلها بمنه وكرمه، ولا يشترط في صحة التوبة من ذنب التوبة من جميع الذنوب بل تصح التوبة من ذنب دون ذنب، فإذا كانت توبتك من الذنوب التي تبت منها توبة صادقة نصوحا فإن الله عز وجل يغفر ذنبك ويمحو عثرتك، فإنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وأما كلامك مع هذا الشخص عبر النت فإنه محرم لا يجوز، والواجب عليك أن تتوبي منه إلى الله تعالى وأن تمتنعي عن الكلام معه وأن تقطعي صلتك به تماما، فإن كان له رغبة في الزواج بك فليخطبك من أهلك، وكذا إخلالك بالحجاب الشرعي هو أمر محرم، والواجب عليك أن يكون لباسك موافقا للشرع مرضيا لله تعالى، ومما يعينك على هذا أن تستحضري عظمة الله تعالى واطلاعه عليك وإحاطته بك وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، وأن تكثري الفكر في الموت وما بعده وفي القيامة وأهوالها، وتتفكري في أسماء الرب تعالى وصفاته وتشغلي نفسك بذكره تعالى وتجتهدي في العبادات المختلفة من صلاة وصوم وصدقة وقراءة قرآن ونحو ذلك مع الاجتهاد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وينبغي لك أن تجتهدي في البحث عن صحبة صالحة وأخوات حريصات على الدين مستقيمات على الشرع ليكن لك عونا على طاعة الله تعالى. نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.