السؤال
أنا فتاة لي عمة لديها ابنة وهذه الابنة لها سلوك يعيب عليه الكل( مثلا ألفاظها مخجلة جدا), فهناك من قاطعني من الفتيات الملتزمات لأنهن علمن أنها ابنة عمتي وقالوا لو أن ابنة عمتي هكذا أصبح أنا مثلها , وهي تسمع عني أفظع الكلام من الشبان الذين تعرفهم و تضحك ( يعيبون في شكلي لأني رفيعة جدا) وتأتي تحكي لي ثم تنكر أمام الأهل هذا الكلام وعمتي لا تفعل شيئا بل لقد طردت عمتي أمها من البيت (جدتي ) لأن ابنتها لا تحبها و تشتمها, وأنا لا أكلمهم من سنة لأن ابنة عمتي قالت عني أنني أنا التي أكذب عليهم وأشوه سمعتها . مع أن سمعتي أنا التي انهارت بسببها وأنا إنسانة ملتزمة وأخاف الله . فماذا أفعل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله سبحانه وتعالى:إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات:13].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم عن أبي هريرة.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساق، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟ قالوا: من دقة ساقيه، فقال: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد!!. أخرجه الطيالسي وحسنه الألباني في غاية المرام.
فهذه النصوص وأمثالها تدل على أن الميزان الذي يجب أن يوزن به البشر هو الإيمان والتقوى لا الأموال ولا الأنساب ولا الألوان، لأن كل ذلك لا ينجي من النار ولا يدخل الجنة بذاته.
وقد نهى الله تعالى عن السخرية من الآخرين، وبين أن من يسخر منه قد يكون خيرا من الساخر، فقال عز وجل:يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون [الحجرات:11].
ونحن ننصح الأخت السائلة بالصبر على الأذى الذي لحقها من ابنة عمتها ولها على ذلك عظيم الثواب والأجر، قال تعالى:واصبروا إن الله مع الصابرين [الأنفال:46]، وقال تعالى:إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر:10]. وقال تعالى:ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [الشورى: 43]. وقال تعالى في صفات أولي الألباب:ويدرأون بالحسنة السيئة [الرعد:22].
وينبغي عليك أن تنبهي ابنة عمتك على سوء فعلها وأن تقابلي خطأها بالنصح والتوجيه والإرشاد لما فيه نجاتها من عذاب الله تعالى، ولا بد أن يكون ذلك بأسلوب هادء وهادف ولين، قال تعالى:ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة [النحل:125].
وأفضل النصح ما كان مشفوعا بكلام الله وكلام رسوله، إذ فيهما الدواء النافع والعلاج الناجع لكل ذي سقم.
والله أعلم.