السؤال
بفضل الله انتقلنا إلى مكان فيه من الإخوة ودروس العلم ما جعله الله عز وجل سببا في التدين، ولكن الوالد يريدني أن أذهب لأعمل معه في الأرض في محافظة أخرى في منطقة قد لا أجد فيها مسجدا على الأقل في فترة العمل بالنهار ولا أحب أن أترك ما أنا فيه من دروس علم ونحوه وإن قلت له لن أذهب معك فلن يضغط علي، ولكن قد يكون غير راض، فكيف أتصرف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام بإمكانك طاعة والدك في الانتقال معه من غير ضرر يعود عليك في دينك أو دنياك ولم تكن هذه الدروس العلمية تتعلق بفرض عين تجهله ولا تجد من تتعلمه منه في منطقة الوالد فالواجب عليك طاعته، قال ابن تيمية: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ...... وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا.
ويمكنك تعويض ما يفوتك من الخير وتعلم العلم النافع في البلد الذي تنتقل إليه، فلن تعدم صحبة خير ووسائل للعلم النافع والتعاون على البر والتقوى، وإذا أمكنك إقناع والدك بالبقاء في بلدك فرضي بذلك فلا حرج عليك، لكن يشترط أن يكون راضيا بذلك وليس مجرد إذن باللسان من غير رضا قلبه، قال النفراوي:... وإذا خرج بإذنهما فالمعتبر منه الإذن باللسان والباطن، فلا يجوز له الخروج بمجرد إذنهما باللسان حتى يكون القلب كذلك، فلا يخرج إذا أذنا بلسانهما، وهما يبكيان.
واعلم أن بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله ومما يرجى أن يعود عليك بالخير في دينك ودنياك ومن أقرب الطرق إلى الجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.