السؤال
أطيع أمي كثيرا مخافة من الله وأريد أن أعرف حكم الشرع في الأم التي تستعمل السحر والنميمة بين الأولاد وشهادة الزور، حيث
فرقت بيننا وبين أسرتي، ونحن في خطر ـ أب و5 أولاد ـ فما هو العمل؟.
أطيع أمي كثيرا مخافة من الله وأريد أن أعرف حكم الشرع في الأم التي تستعمل السحر والنميمة بين الأولاد وشهادة الزور، حيث
فرقت بيننا وبين أسرتي، ونحن في خطر ـ أب و5 أولاد ـ فما هو العمل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر عن هذه المرأة من أنها ترتكب هذه الموبقات فهي على خطر عظيم ومسيئة أعظم الإساءة وقاطعة للأرحام، وهذا من أعظم الفساد، ومن المعلوم أن الغالب في الأم الشفقة على أولادها لا القسوة والشدة عليهم، والحرص على ما فيه مصصلحتهم لا ما يضرهم وينكد عليهم حياتهم، فعلى هذا فهي مخالفة للفطرة الصحيحة والعقل السليم، ومع هذا كله فهي الأم بالنسبة لأولادها، ومن حقها عليهم الإحسان إليها وإن أساءت، فالله تعالى قد أمر بالإحسان للوالدين ولو كانا كافرين مجتهدين في إضلال ولدهما، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان: 14ـ15}.
ومن أعظم الإحسان إليها السعي في إصلاحها وهدايتها إلى الصراط المستقيم، ومن أهم الوسائل لتحقيق هذه الغاية الدعاء فهو سلاح المؤمن وعدته لدفع البلاء وجلب الرخاء، قال الله سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
ومن الوسائل أيضا النصح بأسلوب طيب وبالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يلزم أن يكون هذا النصح من قبل الأبناء، بل يمكن أن يقوم به كل من يغلب على الظن أن يكون قوله مؤثرا عليها من قريب أو صديق أو فاضل عاقل. وينبغي أيضا مداراتها بالإهداء ونحوه والتلطف بها حتى يذهب ما يمكن أن يكون في قلبها من غيظ، وإذا صدرت من أي من الأولاد إساءة إليها فليبادر بالاعتذار عسى الله سبحانه أن يصلح الحال، وما ذلك على الله بعزيز.
وأما طاعة الأم ابتغاء مرضاة الله: فمن أعظم القربات فاثبت على ذلك، ولا يحملنك تقصيرها في حقك على تقصيرك في حقها، فطاعتها في المعروف واجبة وإن صدرت منها الإساءة، ونختم بأمر نرجو أن لا يصل بكم الحال إلى الحاجة إليه وهو هجرها إن رجي أن ينفعها الهجر، فقد أفتى الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ بجواز هجر الوالدين للمصلحة الشرعية، وقد نقلنا كلامه في ذلك بالفتوى رقم: 185647.
وننبه إلى أهمية الالتجاء إلى الله والاحتماء بجنابه وتحصين النفس بالرقية بالأدعية والأذكار الشرعية أمر مهم حتى يحفظ المرء من شر كل ذي شر.
والله أعلم.