التائب بصدق ولو وقع مرة أخرى لا يدخل في زمرة المنافقين

0 539

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأنا وقعت في ما هو عظيم، لقد نقضت عهدي مع الله كنت أمارس العادة السرية وفي يوم من الأيام عاهدت الله على أني لن اعود إلى ممارستها مرة أخرى فمضى أكثر من 4 شهور تقريبا وأنا لم أمارس العادة بالأمس أغواني الشيطان ومارست العادة فماذا أفعل وكيف أتوب؟ وهل أنا الآن من المنافقين كما ذكر في الآية "أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم"؟ أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ممارسة العادة السرية أمر ممنوع شرعا، بدلالة كتاب الله عز وجل حيث قال سبحانه: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون:5-7].
فإن الإمام الشافعي رحمه الله استدل بهذه الآية على تحريم الاستمناء، كما أفاد ابن كثير في تفسيره.
وإذا كانت هذه العادة محرمة بأصل الشرع، فإن العهد لا يزيد ذلك إلا تأكيدا، وقد سبق أن أجبنا على حكم من عاهد الله على أمر برقم: 10145.
ولكن باب التوبة مفتوح، ولو رجعت إلى الذنب ما دامت التوبة قد تحققت شرائطها وهي: الإقلاع، والندم، والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
أما دخولك في زمرة المنافقين بذلك، فنرجو أن لا يكون، إذ أن المنافق توبته توبة المستهزئ بربه الذي يسبق توبته الإصرار على فعل المعصية، وأنت لست كذلك إن شاء الله.
ولكن نصيحتنا لك أن تلزم طاعة ربك، وعليك بمصاحبة الأخيار، فإنهم خير معين لك على اجتناب المعاصي، وأن تتذكر أن الله تعالى مطلع عليك، ووكل بك حفظاء على أعمالك: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [ق:18].
وننبه السائل إلى أن الآية التي ذكرها وردت بخصوص اليهود، والنص الصحيح للآية: (أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) [البقرة:100].
أما الآية التي وردت بخصوص المنافقين، فهي قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) [التوبة:75].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات