السؤال
الشكر الكثير لموقعكم المحترم بداية: تزوجت مرتين وبعد الزواج الأول حصلت على بعض الأموال وشقة عند الطلاق، وبعد طلاقي وانتهاء عدتي تزوجت بآخر بعد موافقة أهلي، وحدث سوء تفاهم بين زوجي الحالي وأهلي، وبعدها طلب مني أهلي أن أترك زوجي الثاني فرفضت، وبعد ذلك فوجئت بوالدي يقوم بالاستيلاء على شقتي وما فيها من أموال وكل شيء ومنعوني حتى من أن آخذ ملابسي منها، وفوجئت بعد ذلك أن والدتي ووالدي طلبوا من إخواني ألا أتعامل مع أي منهم وقالوا بالحرف ما كنا نريده قد حصلنا عليه، فعشت أياما صعبة من جراء فعلتهم معي التي ليس لها أي تبرير، وحاولت استرضاءهم بشتى الطرق ولكن كان مطلبهم دوما أن أقوم بالتنازل الرسمي عن شقتي لوالدي بالرغم من أن والدي ميسور ماديا ولديه ما يغنيه ويمتلك بدل المنزل ثلاثة منازل، فأعصابي ونفسيتي تعبت منهم جدا، وعلى الرغم من ذلك يعلم الله أنني كنت بارة بهم، ولكن للأسف لم يستجيبوا لأي محاولة مني لمصالحتهم، وشرطوا للتعامل معي طلاقي من زوجي الحالي وهو بالفعل رجل كريم ويعاملني بالحسنى، ولا يريدون أي مصالحة بيني وبينهم، ومن شهر لآخر أحاول أن أتصل بهم وأطلب استرضاءهم على الرغم من أنني لا أقوى على مسامحتهم على فعلتهم معي وأسترضيهم من أجل صلة الرحم، وسؤالي: نويت أنا وزوجي الحج هذا العام، فهل علي شيء أو ذنب إذا ذهبت للحج وهناك كل هذا الحزن منهم في قلبي، فلا هم يريدونني سعيدة مع زوجي ولا يريدونني أن أتعامل معهم كالسابق؟ وآسفة على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على سعة صدرك مع أهلك وسعيك في إصلاح ذات البين معهم وإن كان الخطأ منهم كما ذكرت، فدومي على صلتهم والإحسان إليهم، ولا سيما الأب والأم فبرهما لا يسقط بإساءتهما ولن يزال معك من الله ظهير عليهم، لما ثبت في صحيح مسلم من: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
والمل: هو الرماد الحار.
ولا تطيعيهم في طلب الطلاق من زوجك دون مسوغ شرعي يبيح طلب الطلاق، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن، وقال الترمذي: حديث حسن.
فيحرم عليك ذلك كما يحرم عليهم أن يدعوك إليه، لأن ذلك من التخبيب المحرم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد وابن حبان.
وقد ذكرت من كرم زوجك ومعاملته لك بالحسنى فعضي عليه بالنواجذ، وحجي معه إلى البيت الحرام، ولا حرج عليك فيما ذكرت مما بينك وبين أهلك، فلم تسيئي إليهم بشيء سوى أنك لم تعص الله تعالى بسؤال الطلاق من زوجك بغير حق ولم تتنازلي عن شقتك لأبيك، ولا يلزمك ذلك، وعلى كل فصلي أبويك وعاملي إخوتك بالحسنى واجتهدي بالدعاء لعل الله يؤلف بين القلوب ويذهب ما في النفوس من الجفاء.
والله أعلم.