السؤال
أنا من أسرة مكونة من أربع فتيات وابن واحد, والوالدة قاسية وجبارة علينا - على الفتيات فقط - ولم يقف الأمر على قسوتها فقط, بل الشك بنا, والتعرض لنا وقذفنا بأبشع الكلمات والألقاب, نعيش كالسجناء, وكل ما سرنا وأبهجنا حرمتنا منه, تتصيد ما يسعدنا لتأخذه منا وتحرمنا منه, والوالد لم يقدم ولم يؤخر شيئا, صامت, ومسلم للوالدة التصرف بكل ما يحلو لها, مع العلم أنها تتبلى علينا, وتقول ما لا نقوله, والله الشاهد؛ لكي تتمكن من بسط سيطرتها, ولا أحد يلومها في هذا, ماذا أفعل بعد إذن فضيلتكم؟ فحالتي النفسية متعبة ومهلكة من ظلمها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الغالب في الأم الشفقة على أولادها عموما، والإناث منهم خاصة, فإن كان الحال على ما ذكرت من قساوة هذه الأم في التعامل مع بناتها، بل وقذفهن ووصفهن بأبشع الأوصاف، فهو أمر غريب يحتاج إلى تلمس الأسباب, والعمل على إزالتها قدر الإمكان, ومن أهم ما نوصي به بعد الدعاء لها بالهداية والصلاح، الصبر عليها, ومقابلة إساءتها بالإحسان عسى أن يكون ذلك سببا في تبدل الحال, ولين قلبها تجاه بناتها, وكف أذاها عنهن، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
وينبغي أيضا نصحها بالحكمة والموعظة الحسنة، والأولى أن يكون ذلك ممن لهم مكانة في نفسها من الأقارب أو غيرهم, ويجب الحذر من الوقوع في شيء من عقوقها، فمهما أساءت الأم فلا تجوز الإساءة إليها، ولا يسقط بذلك برها والإحسان إليها كما هو مبين بالفتوى رقم: 21916.
وما ذكر عن الأب من وقوفه عاجزا أمام تصرفات هذه الأم أمر عجيب أيضا، والواجب عليه بمقتضى القوامة التي جعلها الله له على أهل بيته أن يقيم حدود الله في بيته, قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم.... {النساء:34}، قال السعدي في تفسيره: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد. اهـ, فينبغي مناصحة هذا الأب أيضا بالحسنى ليعمل على إصلاح حال بيته.
نسأل الله للجميع السداد وسلوك سبيل الهدى والرشاد, وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا .
والله أعلم.