عقوبات المعاصي في الدنيا

0 267

السؤال

أخي الكريم جزاك الله خيرا. ‏
أود أن أستشيركم في أمر محرج نوعا ما.‏
مشكلتي هي:‏
أنا شاب عمري 28 سنة وأعزب، ‏أصلي كل الصلوات في وقتها، لكن دائما أقع ‏في أمر محرم وهو الاختلاء بالفتيات، ومع ‏احترامي لكم (( أتبادل القبل معهن )) و بدون ‏زنى كامل، وبعد ذلك أندم وأحاول الإقلاع عن ‏هذا الأمر، لكن أقع فيه مرة ثانية، نفسي تغلبت ‏عليها الغرائز. ‏
أنا أعاني من هذا الجانب، لا أخطط لهذا وأجد نفسي منغمسا فيه.
‏الرجاء أريد الوعظ والترهيب حتى تهدأ نفسي. ‏أنتظر منكم الرد على إيميلي. ‏
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فعليك أخي أن تتدارك نفسك بتوبة نصوح، واعلم أن الله قوي شديد العقاب، وهو سبحانه عزيز ذو انتقام، وبطشه شديد، ولتعلم أن الذنوب مهلكة، ورب ذنب أوجب لصاحبه هلاكا لا ينجو بعده، والمعصية تطبع على قلب العبد وتبعده عن الله، وتقوده إلى الزيغ عن دين الله، وتقوده إلى معاص أعظم منها.

 وهل تأمن أن يختم لك وأنت على معصيتك؟ فالمعصية لذتها يسيرة فانية، وحسراتها طويلة باقية.

قال ابن القيم: فمما ينبغي أن يعلم، أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا بد، وأن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟ فما الذي أخرج الأبوين من الجنة، دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه فجعل صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح ؟ ... وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رأس الجبال؟ وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية، ودمرت ما مر عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم، حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ اهـ.
  واستحضر عقوبات المعاصي في الدنيا، ومنها كما قال ابن القيم: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت. وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء والإحراق عن النار. اهـ.

 ولمعرفة شروط التوبة وأحكامها راجع الفتويين: 5450 ، 111852.

 ولكي تسلك سبيل التوبة لابد من الأخذ بالأسباب المعينة عليه، وأهمها قطع وسائل الاتصال بكل من يعين على هذه المعصية أو غيرها، واختيار الصحبة الصالحة التي تأمر بالخير وتحض عليه، والابتعاد عما يثير الشهوات، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء بالثبات على الدين وأن يصرف عنك الفتن، والإكثار من النوافل التي تملأ عليك فراغك، لأن النفس إن لم يشغلها صاحبها بالحق شغلته بالباطل. ونوصيك أخي الكريم أن تكثر من قراءة القرآن العظيم وتدبره فإنه أعظم شفاء لأدواء القلب.

وراجع الفتاوى أرقام:  10800 ، 18074 ، 142679 ، 115527.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات