حكم من قصد بالطاعة ثمرتها العاجلة في الدنيا

0 303

السؤال

هل يجوز التقرب إلى الله بنية زيادة التوفيق في أمر ما خاصة, أو في الحياة الدنيا عامة؟
وهل يجوز أن يكون الباعث على العمل ثمرته العاجلة في الدنيا كالاستغفار مثلا الذي يجلب الرزق، والشكر الذي يجلب الزيادة؟
وإذا كان المرء في فتور وكان بين شيئين: أن يكون الباعث على عمله ثمرته، فيقبل على العمل, أو يترك العمل أو يقصر فيه(طبعا هذا في أمر النوافل) فماذا يفعل؟
ما الكتب التي تنصحوني بقراءتها وتكون مفصلة بأمور النوايا, لقد قرأت كثيرا من الكتب في بعض مسائل النوايا ولكني أحيانا أحتار في مسائل.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن الله تعالى وعد من يقوم بالأعمال الصالحة بكثير من الوعود الطيبة في الدنيا والآخرة، وقد بشرهم بهذه الوعود تحفيزا لهم على الطاعات وتنشيطا لها، فلا حرج في ملاحظة هذا عند القيام بالأعمال، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم فقال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه. متفق عليه. وتراجع الفتوى رقم: 192455.

قال ابن حجر: فيه جواز هذه المحبة خلافا لمن كرهها، وإنما المحظور هو عمل العمل لأجل الناس طلبا في منفعتهم أو مدحهم.

وأما من يفعل الطاعات  لأجل الحصول على أمر دنيوي فقط من غير نية التقرب إلى الله وطاعته, فإن تلك النية تعتبر فاسدة, وعملا من أجل الدنيا, وقد قال تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (15) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. { هود : 15 و 16}

 قال ابن كثير: من عمل صالحا التماس الدنيا، صوما أو صلاة، أو تهجدا بالليل، لا يعمله إلا التماس الدنيا، يقول الله: أوفيه الذي التمس في الدنيا من المثابة، وحبط عمله الذي كان يعمله التماس الدنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين, وهكذا روي عن مجاهد، والضحاك، وغير واحد. اهــ.
ويدل على ذلك أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم:  فمن عمل عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.

ومن الكتب المفيدة في مسألة النية التي ننصح بقراءتها كتاب: مقاصد المكلفين للدكتور عمر الأشقر .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات