حكم طلب الأبناء مساعدة الهيئات الخيرية في نفقة علاج والديهم

0 224

السؤال

نحن أسرة مكونة من عدد من الأبناء والبنات، وجميع البنات متزوجات، والوضع الصحي لوالدي ووالدتي سيئ جدا، ووالدي لا يستطيع العمل مطلقا، وإخواني أوضاعهم المادية صعبة ولا يستطيعون إعالة أبي وأمي إطلاقا، ويوجد لدي أخ مريض ولا يستطيع العمل.
ونحن البنات من نتحمل المسئولية كاملة، حيث توجد لدي أختان وضع أزواجهما المادي مرتفع ويقومان بالمساعدة بمبالغ معينة، وأنا وأختي نعمل وندفع المبلغ الأكبر، حيث إن مصاريفهما تتراوح بين سكن ومأكل وأدوية، وهما بحاجة لمن يخدمهما، ووالدتي بحاجة لممرضة، ومصاريف جانبية كثيرة، ونحن ندفع نصف مرتباتنا تقريبا للأهل والباقي يكون للأبناء، وإن سنحت الفرصة نقوم بتجميع جزء من المبلغ، ووالدتي تحتاج لجهاز للقلب تقدر قيمته بأكثر من خمسة وعشرين ألف دولار ويمكننا دفع المبلغ من الأموال التي ادخرناها للأبناء، وأخبرونا أنه توجد هيئات خيرية يمكن أن تدفع جزءا من المبلغ، فهل يجوز أن نتقدم لهم وكما أخبرتكم المستفيد الأصلي هو الوالدان والأخ المريض؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحري أن نبين أولا أن نفقة هذين الأبوين المحتاجين واجبة على الأبناء والبنات جميعا، كل بقدر استطاعته وميسرته، وليس على البعض منكم أن يتحملها دون البعض ـ إلا أن يشاء أن يطوع بها، فبر ترجى بركته ـ بل ما احتاجه هذان الأبوان من نفقة يجري توزيعه على الأبناء حسب اليسارـ كما بينا ـ ومن عجز منهم فهو معذور، وراجعي الفتويين رقم: 178367، ورقم: 165067.

أما عن التقدم إلى هذه الجمعيات: فقد ذكرت أنكم قادرون على تحمل هذا العلاج، وحينئذ فلا يجوز لكم السؤال، لأن سؤال الغني ممنوع، جاء في شرح المقدمة الحضرمية: ويحرم السؤال على الغني بمال أو حرفة تليق به ولم تشق عليه مشقة لا تحتمل عادة، ويكفيه وممونه دخلها. اهـ.

وجاء في نهاية المحتاج: سؤال الغني حرام إن وجد ما يكفيه هو وممونه يومهم وليلتهم وسترتهم وآنية يحتاجون إليها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة