السؤال
أعاني من حالة نفسية سيئة؛ بسبب شكل أذناي, الجميع يستهزئ بي (مازحين أو غير ذلك) ولكنني صبرت وكنت أتحمل. لكن صبري نفد عندما جاء الاستهزاء من أمي العزيزة (قاصدة المزاح) من ذلك اليوم وأنا في حالة اكتئاب من هذا.
فهل يجوز أن أعمل العملية من الناحية الشرعية؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
بداية: قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22) لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور (23) سورة الحديد.
وشكر الله لك صبرك على ذلك هذه الفترة.
وأما ما أصابك -أخي الكريم- من الاكتئاب، فأوصيك بالرضا عن الله، أين أنت من الاحتساب ؟
خلق الله الإنسان في أحسن صورة، وأعدل قامة، وخلق له أطرافا، وأعضاء، وحواس تعينه على الوصول إلى ما يريد، وتسهل عليه عبادة ربه جل وعلا.
ومن حكمته - سبحانه وتعالى - أنه قد ابتلى بعض عباده، فسلب منهم بعض تلك النعم، فأخذ من هذا نعمة السمع، ومن ذاك نعمة النطق، ومن آخر نعمة القدرة على المشي. أو نقص شيء منها، وهكذا ...
وهذا كله من رحمته بعبده، فهو إنما فعل ذلك، ليثيبه، ويجزيه الجزاء الأوفى والأكمل يوم القيامة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإذا أحب الله قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. رواه الترمذي، وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه، وصححه الألباني.
عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فوجدت حره بين يدي، فوق اللحاف. فقلت: يا رسول الله ما أشدها عليك!. قال: إنا كذلك، يضعف لنا البلاء، ويضعف لنا الأجر . قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟. قال: الأنبياء، قلت: يا رسول الله! ثم من؟. قال: ثم الصالحون. إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء رواه ابن ماجه. وفي الزوائد: إسناده صحيح. وصححه الألباني، وبعضه في الصحيحين.
وأما حكم ما سألت عنه، فقد جاء في أحد قرارت المجمع الفقهي أن الضرر النفسي الذي يلحق الإنسان بسبب التشوهات الخلقية يعتبر مثل الضرر الحسي الذي يجيز إجراء هذه العمليات؛ وقد بينا ذلك في الفتويين التاليتين: 74338 ، 202471 .
والله أعلم.