السؤال
ابتلاني الله بتشوه في رأسي منذ الطفولة، والآن، بعد 21 عامًا، أعاني بسببه من نظرات المجتمع، والمشاكل النفسية التي سببها لي هذا الأمر عندما كنت صغيرًا. فوالله، لا أعلم أحدًا قد تعرّض للتنمر أكثر مني، لكن سبحان الله، لم أكن أهتم عندما كنت صغيرًا. الآن صرت أتعب نفسيًا، وجسديًا، بسبب هذا التشوه، وأنا راضٍ تمامًا بقضاء الله وقدره، لكنني عبد ضعيف، وهذه الأشياء تجرحني وتسبب لي الحزن. وصل الأمر إلى حدّ التفكير بالانتحار، والدعاء لله بالموت، لكنني أخاف أن يغضب الله عليّ بسبب هذه الأفكار. أريد منكم أن تدعوا لي بالشفاء، فأنا أفكر في عملية جراحية، للتخلص من هذا التشوه، وأريد منكم نصيحة لوجه الله.
شكرًا، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء والعافية مما ابتُليتَ به، وأن يذهب عنك ما أصابك، وهنيئا لك -أيها الأخ الكريم- ما منَّ الله به عليك من الرضا بقضائه وقدره، والتسليم لأمره، ومن تمام الرضا أن يعلم الإنسان أن لله تعالى الحكمة البالغة في أمره وخلقه، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، كما في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فإن استحضار ذلك يورث من راحة البال، وطمأنينة النفس، ما يهوِّنُ على العبد ما هو فيه، ويعينه على مغالبة وساوس الشيطان وخواطر النفس الأمَّارة بالسوء. وانظر الفتوى: 186043.
وأما التفكير بالانتحار، ودعاء الله بالموت، فراجع لمعرفة حكمهما الفتويين: 10397، 31194.
ويجوز لك والحالة هذه، إجراء عملية للتخلص من هذا التشوه؛ وقد بيّنا في فتاوى عدة أن من به تشوهٌ، أو عيبٌ خارجٌ عن المعهود، مشوهٌ لخلقته، فلا حرج عليه في إزالته عنه، لا سيما وقد لحقك بسببه هذا الضرر النفسي. وراجع الفتويين: 74338، 202471.
والله أعلم.