أخبرتني أمي بأنها ستغضب عليّ إن درست في جامعة معينة فما العمل؟

0 178

السؤال

أمر حاليا بحالة لا أعرف كيف أصفها: فأنا أريد الدراسة في تخصص معين في الجامعة بعد أن انتهيت من الثانوية, ولا أريد تلك الجامعة القريبة منا؛ لأنني لا أحبها, وأرى فيها الكثير من الأشخاص الذين يذكرونني بالماضي الخاص بي، فقررت البحث عن جامعة أخرى يتوفر فيها هذا التخصص, فوجدت واحدة بعيدة عنا، ولأصل إليها أحتاج إلى نصف ساعة في الباص تقريبا، وإلى الآن لم أدرس, ومرت سنتان لأنني لا أملك المال للدراسة في تلك الجامعة البعيدة، فهي غالية جدا, والقريبة رخيصة، فقالت لي أمي: لن تدخلي هذه الجامعة, وإن فعلت في مماتي فأنا غاضبة عليك ـ الله يغضب عليك ـ وإن دخلتها وأنا في هذه الحياة غضبت عليك كذلك، مع العلم أن أبي يوافق على ذلك، وإخوتي معترضون على الأمر، ولا أريد إغضاب أمي؛ لأن أمي وأبي هما أعز الناس إلي, ولا صديق لدي غيرهما، فهل يقبل غضبها؟ وهل يباح أن أدخل الجامعة وتغضب علي, والله لن يحاسبني على غضبها - جزاكم الله خيرا -؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي فهمناه من سؤالك أن أمك تمنعك من الدراسة في الجامعة البعيدة، لكنك لم تبيني لنا أسباب هذا المنع، فنقول: إن كانت أمك تمنعك من الدراسة في تلك الجامعة لضرر يلحقها, أو لسبب شرعي، كما لو كانت الدراسة فيها تعرضك لمخالفات شرعية، كالاختلاط المريب, أو السفر بغير محرم، ونحو ذلك، فالواجب عليك طاعة أمك, ولا تجوز لك مخالفتها.

وأما إن كانت أمك تمنعك من الدراسة بتلك الجامعة لغير مسوغ، فلا تجب عليك طاعتها، ولا تأثمين بمخالفتها في حياتها, أو بعد موتها وراجعي حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.

والذي ننصحك به أن تطيعي أمك, ولا تخالفيها ما لم يكن عليك ضرر في دينك أو دنياك، فإن طاعة الأم وبرها من أعظم القربات إلى الله, ومن أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة