حقوق الأبوين لا تسقط بالفسق ولا بالمخالفة في الدين

0 188

السؤال

أنا رجل ـ والحمد لله ـ ممتاز في دراستي ـ إن شاء الله ـ بشكل دائم وأحب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بشكل كبير، ويؤذيني ما يؤذيهم وإذا رأيت رواية فيها شبهة يضيق صدري ثم أسأل وأحصل على ما يرضيني وليس فيهم ـ إن شاء الله ـ إلا الخير.
والسؤال هنا: أبي يذمني لأنني سأدرس الشريعة الإسلامية ويقول إنها سخيفة وسهلة، ويسخر من أصحاب اللحى ويشبههم بالحيوانات، وأعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان كث اللحية، وكلام أبي يؤذيني، ودائما كلما رآني يريد أن يتشاجر معي ويقول إذا تم إصرارك على دراسة الشريعة فعقلك مثل الجدار لا تفهم، ويرفع صوته علي بشكل غير طبيعي، فمن خلال ذلك، هل يجوز لي هجر أبي وقطع صلتي به، لأننا في نفس البيت وأريد مفارقته لاستهزائه بالدين وسخريته به، وقلبي لا يتحمل أن يسمع هذا عن دينه أو رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، أو أصحابه رضوان الله عليهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحق الأب على ولده عظيم، ولا يسقط هذا الحق بوقوعه في المعاصي والمنكرات، ولا تجوز قطيعته ولا هجرانه بسبب معصيته، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان:14}.

وقال في الفواكه الدواني: ومن الفرائض العينية على كل مكلف بر الوالدين، أي الإحسان إليهما ولو كانا فاسقين بغير الشرك، بل وإن كانا مشركين، للآيات الدالة على العموم، والحقوق لا تسقط بالفسق ولا بالمخالفة في الدين. انتهى.

ونقل في الآداب الشرعية عن صاحب المستوعب قوله: ومن الواجب بر الوالدين وإن كانا فاسقين، وطاعتهما في غير معصية الله تعالى. انتهى.

ولكنه يجب عليك السعي في هدايته برفق وحكمة كما سعى إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هداية أبيه، وكما سعى الرسول صلى الله عليه وسلم في هداية أبي طالب، واستعن بإخوتك في ذلك ونوعوا أسلوب التعامل والمناصحة والحوار معه، ويمكن أن تكلموا من يمكنه التأثير عليه ليكلمه أو تناقشوا الموضوع أمامه بينكم بأسلوب لا يجرح مشاعره، أو تسمعوه من أشرطة العلماء الذين يثق بهم ما يفيده في ذلك، ومن أهم ما يساعد في ذلك إحسانكم إليه وبركم به حتى تتم ثقته بكم ويصدق آراءكم وتوجيهاتكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة