السؤال
أنا في بلد أغلب الأماكن فيه مختلطة - الجامعات، الشوارع، الأسواق - يعني إذا تلفتت يمينا تقابلك امرأة، وإن تلفت شمالا نفس الحال، وأنا لدي نفس أمارة بالسوء، دائما تأتيني أفكار غير لائقة، فما توجيهكم؟ وشكرا.
أنا في بلد أغلب الأماكن فيه مختلطة - الجامعات، الشوارع، الأسواق - يعني إذا تلفتت يمينا تقابلك امرأة، وإن تلفت شمالا نفس الحال، وأنا لدي نفس أمارة بالسوء، دائما تأتيني أفكار غير لائقة، فما توجيهكم؟ وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ويغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك.
وعليك - أيها الأخ الكريم - بالاستعانة بالله جل وعلا، والتضرع إليه بصدق حتى يقيك شر نفسك، وشر الشيطان، ويصرف عنك السوء والفحشاء.
وأكثر من ذكر الله جل وعلا، وتلاوة كتابه، وغير ذلك من الأعمال الصالحة؛ فإنها تجلب الخوف والخشية إلى القلب.
وذكر نفسك بقول الله جل وعلا: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور {غافر:19}
وتذكر أن الموت يأتي بغتة، وخف على نفسك من سوء الخاتمة، فماذا لو قبضت روحك وأنت تنظر إلى ما يغضب الله عز وجل؟
ثم تذكر أيضا أن إطلاق النظر مغبته سيئة، وأن غض البصر ثماره جليلة، وقد ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم:78760.
كما ننصحك بتحاشي الوجود في الأماكن المختلطة بقدر الإمكان، فإن كانت لك حاجة في تلك الأماكن المختلطة فليكن وجودك فيها على قدر الحاجة، مع الحرص على غض البصر، والإعراض عن فضوله، وصرفه فورا عند نظر الفجأة.
وقد ذكرنا بعض الأمور المعينة على ذلك في الفتاوى: 70444، 76712، 28873، فراجعها للفائدة.
وأما بخصوص الأفكار السيئة فاعمل بوصية ابن القيم - رحمه الله -: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
وعليك بمحاسبة نفسك أولا بأول، وانظر الفتوى رقم: 58477.
والله أعلم.