البلسم الشافي للواقع في بعض المعاصي

0 422

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:لماذا يكون هناك ساعات يعصي الملتزم فيها ربه وهو يعلم بهذه المعاصي ويدعو الناس إلى تركها 00 وقد يكون مدمنا لأحد هذه المعاصي وغير قادر على تركها 00 يتوب ويرجع00 والمصيبة تكمن في أنه لا يفعلها إلا عندما يختلي بنفسه ولا يراه إلا الله 00كما أنه مبتلى بأنواع المصائب والبلايا أشكال وألوان00 أنا أحد هؤلاء الشباب الملتزمين ولكني مدمن على مطالعة المواد الإباحية منذ الصغر وقبل الالتزام أفيدوني جزاكم الله خيرا قبل أن أصاب بانهيار نفسي أو عصبي00؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالإنسان قد يقع في المعصية والذنب استسلاما لقهر الهوى أو لنزعة النفس أو لغلبة الشيطان.. والمؤمن مطالب بمقاومة ذلك كله، والله سبحانه وتعالى ما كلفنا البعد عن المعاصي والمحرمات إلا وذلك في مقدورنا ووسعنا، لقوله سبحانه: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [البقرة:286].
والمسلم لا يقع فيما حرم الله إلا عند ضعف مراقبته لله، وإنما تضعف مراقبة في قلب العبد إذا لم يوقر الله ولم يعظمه كما يجب له، ولذا قيل: من راقب الله في خواطره عصمه الله في جوارحه.
فعلى المسلم إذا حدثته نفسه بمعصية أن يتقي الله، وأن يشعر أن الله ينظر إليه، ويطلع على حاله، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه، وكيف يستحي من الناس ولا يستحي من الله؟ ويخشى الناس ولا يخاف من الله؟!
وعلى المسلم أن يوافق بين فعله وقوله، وأن يكون أسرع الناس إلى تطبيق ما يدعو إليه، وأبعدهم عن اقتراف ما ينهى عنه، وقد عاب الله سبحانه وتعالى ووبخ من يأمر الناس بما لا يفعل، فقال الله سبحانه: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون [البقرة:44].
وقال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون [الصف:2-3].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وعيد من يأمر بالمعروف ولا يأتيه أو ينهى عن منكر ويأتيه، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان، ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
فعليك بتقوى الله والتوبة إليه والإقلاع عن كل ذنب والبعد عن مواطن الفتن وأسباب الشر ودواعي المعصية وإشغال النفس بالصالح والمفيد من أمور الدنيا والآخرة واختيار الرفقة الصالحة.
واعلم أن الإدمان على النظر إلى الصور المحرمة يظلم القلب، ويطمس البصيرة، ويهدم الفضيلة وينشر الرذيلة ويثيرالغريزة، ولربما قاد إلى الزنا أو اللواط والعياذ بالله، فاتق الله في نفسك وفي دينك، وراقب الله في خلواتك، وعظم حرماته قبل أن تندم ولا ت حين مندم، وانظر الفتوى رقم:
23243.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات