واجب من أساءت لوالدتها واستسمحتها فلم تقبل

0 147

السؤال

أمي تفرق بيني وبين إخوتي في معاملتها لنا لدرجة أني أصبحت أشعر بكرهها لي، والله يعلم أني أبرها، وأرجو رضاها، لكنها تعاملني أسوأ معاملة، وأنا عصبية جدا بطبعي، ومنذ 3 أيام تشاجرت معها، وحتى لا أعقها بكلمة دون قصد ذهبت إلى غرفتي، وأغلقت الباب علي، ولكنها لم تتركني وشأني، بل لحقت بي، وبدأت كلامها القاسي، وشتمها لي كالمعتاد إلى أن أخرجتني عن شعوري، فقلت لها كلاما لا يليق، ثم ندمت، وتبت إلى الله، واستسمحتها، ولكنها رفضت أن تسامحني، فقبلت رأسها وقدمها، وحاولت معها كثيرا وهي ترفض أن تسامحني، فهل إن تبت إلى الله يقبل توبتي حتى لو لم تقبل أمي أن تسامحني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد أجبناك في الفتوى رقم: 272875 بما فيه الكفاية، ولم يبق إلا أن نبين لك أن عليك الاجتهاد في بر أمك، والسعي في استرضائها قدر استطاعتك حتى تعفو عنك، وتصفح عن زلتك في حقها، وقد سئل الشيخ/ صالح الفوزان -حفظه الله-:
أنا شاب قد عصيت الله -جل وعلا-، وشتمت والداي، ولكني ندمت كثيرا، وحاولت معهما أن يسامحاني، ولكن للأسف الشديد ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ فهل أدخل النار؟
فأجاب: "ما دام أنك تبت إلى الله توبة صحيحة؛ فإن الله يتوب عليك، ولكن يجب عليك أن تستسمح والديك؛ لأن هذا حق لمخلوق، ومن شروط التوبة إذا كانت من حق المخلوق: أن يسمح له ذلك المخلوق عن حقه؛ فعليك ببر والديك، والإحسان إليهما حتى يرضيا عنك، عليك ببرهما، والإحسان إليهما، والعطف عليهما, لعلهما يرضيان عنك -إن شاء الله تعالى-؛ فلا بد من هذا فلا تيأس، ولا تقنط، وتب إلى الله، وأحسن إلى والديك، وسيعطف الله قلوبهما عليك، ويسمحان عنك -إن شاء الله-" انتهى باختصار من المنتقى من فتاوى الفوزان" (21 /1-2)
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة