دلائل قبول توبة العاصي

0 746

السؤال

هل هناك ذنب يغضب منه الله فلا يسامح الإنسان لمدة طويلة مهما فعل وربما لا يسامحه أبدا مهما فعل؟ كيف نعرف أن الله راض عنا أو غاضب علينا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى شرع لعباده التوبة من الذنوب، ووعدهم بمغفرتها، كما في قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
والذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عز وجل هو الشرك بالله إذا مات الإنسان عليه ولم يتب منه، قال الله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما [النساء:48].
أما الذنوب دون الشرك بالله فيغفرها الله تعالى لمن تاب منها برحمته وفضله مهما عظمت وكثرت، والحمد لله على منه وإحسانه: ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا [الفرقان:71].
هذا إذا توافرت شروط التوبة وهي:
1- إخلاص التوبة لله.
2- الندم على الذنب.
3- الإقلاع عن الذنب.
4- العزم على عدم العودة.
5- أن يوقع التوبة في وقت القبول -وهي بفضل الله- تقبل في كل وقت إلا في حالتين: إذا بلغت الروح الحلقوم، وإذا طلعت الشمس من مغربها.
6- رد المظالم إن كان الذنب في حق آدمي.
وأما كون الله تعالى لا يسامح ولا يغفر بعض الذنوب -دون الشرك- أبدا! فهذا تحكم في الله تعالى وسوء ظن به، فإن الله أمر بالتوبة ووعد بالمغفرة والله لا يخلف الميعاد، وقد قال سبحانه وهو البر الرحيم: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما [النساء:147].
أما الوقت الذي تقبل فيه التوبة من العبد، فعلمه عند الله، ويظهر أن الله يقبل توبة عبده فور إيقاعها، وقد يؤخر قبولها لحكمة ومدة يعلمها هو سبحانه.
فعلى المرء أن يتوب من ذنوبه جميعا ويلح على الله في طلب مغفرتها ويحسن ظنه بربه، ويظل بين رجائه مغفرة ربه، وخوفه من عاقبة ذنبه فذلك أدعى لأن يغفر الله له ويرحمه.
أما علامة رضا الله عن عبده أو سخطه عليه فمعيارها التوفيق للطاعة أو عدمه، فمن أطاع الله بفعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه فهو راض عنه، فمن رأى أنه موفق للطاعات وعمل الخيرات وهو مخلص في ذلك لله تعالى فليبشر، فهذا من دلائل رضا الله عنه في تلك الحال ولا يأمن مكر الله بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة.
ومن رأى من نفسه حب المعاصي والإصرار عليها وعدم التوفيق لكثير من الخير فهذا -عياذا بالله- من دلائل غضب الله عليه، فليتدارك ذلك بتوبة نصوح لعل الله يوفقه إليها فيختم له بخير.
نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين التوفيق لما يحب ربنا ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات