السؤال
أنا شاب أعيش في أمريكا، واختارني الإمام السابق لمسجدنا لأكون إماما في المسجد قبل رحيله، ولكنني دائما عندما أصلي بالناس أحس بأن صلاتي يشوبها شي من الرياء، وكلما حسنت صوتي أو قرأت سورة من السور التي أحفظها اتابني نفس الشعور.. ودائما أتعوذ من الرياء والنفاق، وأنا أعلم أن من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة رجل قرأ القرآن ليقال عنه هو قارئ، ورجل تعلم العلم وعلمه ليقال عنه هو عالم .. وقد قال لي بعض الأشخاص بأنني قارئ، وأنا خائف أن أكون مشمولا في ذلك الوعيد.. فهل يجب علي أن أتوقف عن الإمامة مع العلم بأنني مع كوني الإمام فإنني أحاول دائما تقديم الآخرين ولكن عندما لا يتقدم أحد منهم فإنني أتقدم وأصلي بالناس .. أفيدوني أثابكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الرياء من أخطر الأمور التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه.
وأن الإخلاص أمره عظيم وشأنه كبير ونعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده فعلى العبد أن يسعى في تحصيلها ، وأن يحذر من الإنزلاق في مصائد الشيطان فإن الشيطان حريص على إفساد عبادة المسلم بكل وسيلة فإذا فاته من جهة المعاصي والشهوات جاء إليه من جهة العبادة والطاعات.
وشكر الناس وثناؤهم على العبد من أجل طاعة أداها أو قربة تقرب بها... لا يضر إلا إذا حرص العبد على ذلك ففي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس؟ فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن.
والذي ننصح به السائل الكريم ألا يتوقف عن الإمامة ولا غيرها من أنواع الطاعات.... ولكن عليه أن يستعين بالله تعالى ويكثر من الدعاء "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه".
وقد قال الفضل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. كما في شعب الأيمان، ولمزيد من الفائدة والتفصيل وأقوال أهل العلم نحيل السائل الكريم إلى الفتوى رقم:
10992.
والله أعلم.