السؤال
البهوتي - كشاف القناع - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (191):
- قال الشيخ تقي الدين: واستفاضت الآثار بمعرفة الميت بأحوال أهله وأصحابه في الدنيا، وأن ذلك يعرض عليه، وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا، وبأنه يدري بما فعل عنده، ويسر بما كان حسنا، ويتألم بما كان قبيحا، وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أجزى به عند عبد الرحمن بن رواحة. وكان ابن عمه، ولما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه، وتقول: إنما كان أبي وزوجي، فأما عمر فأجنبي.
أرجو التعليق على ما سبق فيما يخص موضوع رؤية الأموات -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من مات انتقل إلى عالم البرزخ، وهذا العالم لا يعلم أهل الدنيا شيئا عن أهله إلا ما جاء به الوحي، أو أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد أن الميت يعلم من يزوره إذا كان يعرفه في الدنيا، ويستأنس بأحبابه إذا زاروه، ويعلم أخبار أهله من خلال سؤال من لحق به من الموتى، فيقول: ما فعل فلان وفلانة؟ ونحو ذلك، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 119951، والفتوى رقم: 24738.
ولا نعلم دليلا ثابتا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن رؤية الميت للحي، وقد جاءت فيه آثار عن بعض الصحابة؛ قال شيخ الإسلام: وأما رؤية الميت: فقد روي في ذلك آثار عن عائشة، وغيرها. اهـ. وتراجع الفتوى رقم: 54990، والفتوى رقم: 149125.
وما ورد في الكتاب المشار إليه من رؤية الميت يبدو أنه مبني على هذه الآثار المروية عن بعض الصحابة.
والله أعلم.