هل تجب طاعة الوالد في البعد عن مدرس معين؟

0 110

السؤال

أسعدكم الرحمن جميعا كل من هو قائم على هذا الموقع المذهل صراحة.
أريد إجابتكم بشكل واضح وهذا ما آمل منكم، أنا طالب في المرحلة المتوسطة انضممت لجمعية التوعية الإسلامية التي بمدرستي، وقد أصبحت مستشارا للقائم عليها، وأصبحت أعتبره مثل والدي، وأكن له المحبة في الله والمعزة التي لا يعلم بها إلا الله، وهو كذلك يعتبرني أكثر من طالب بل كابنه، وذهبت معه كذا مرة بسيارته للصلاة، وكان والدي موافقا ولم يعترض، ولكن قد أتاني قبل أن يتعرف على والدي إلى المسجد الذي أصلي فيه وأطلت معه الحديث عن العلم وطلبه وغيره من الأشياء التي تعينني على أمر ديني والله، ولكن والدي استغرب مجيئه أكثر من مرة وإطالته معي بدون أن يعرف من هذا الأستاذ!! فمنعه عن طريقي بعدم المجيء في المسجد الذي أصلي فيه، ثم قال إنه لا يرضيه أن أتحدث معه عبر الجوال فطلبت من الأستاذ عدم الاتصال واعتذرت له بطريقة لائقة مع استحيائي منه، لكن والدي الآن قد يمنعني من دخول الجمعية هذه السنة من أجل ظنه بالأستاذ، ولا أعلم ما هو ظن والدي أهو يظن مع هذه التقلبات السياسية ودعاة الضلال والفتنة أن يصيبني شيء أو أني قد أصبح ذا عقيدة فاسدة!!! لا أعلم ولا أريد أن أغضب والدي ولا أن أغضب أستاذي الغالي الذي بمقام والدي والله، مع العلم أنه يوجد في هذه الجمعية من الخير الكثير من الدعوة وكسب العلم وحتى التدريب على أن تكون داعيا طالبا للعلم الشرعي، ومن صحبة الأخيار الصالحين، وبها رحلة عمرة مرة واحدة في السنة وزيارات دينية و تاريخية... إلخ مع ذلك هل أطيع والدي بالابتعاد عن هذا كله أو لا؟ أرجوكم أنا تعبت جدا واحترت، وأريد إجابة مفصلة دقيقة، وسأكون داعيا لكم بالخير، وفقنا الله وإياكم لما يحب و يرضى.

الإجابــة

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرنا وأمرك، ويوفقنا إلى طاعته وتبليغ دينه للناس، وأن يتقبل منا ذلك ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل. ونسأله أيضا أن يوفقك إلى ما تبتغي من العلم النافع والقيام بالدعوة إلى الله تعالى، ولا شك أن هذا من أعظم القربات، وراجع في فضل العلم الفتوى رقم: 21061، وفي الدعوة إلى الله وفضلها وأساليبها الفتوى رقم: 8580.

ولا يخفى أن الأصل في الوالد الشفقة على ولده والحرص على مصلحته، ومن هنا ينبغي أن يكون كلامه محل اعتبار، خاصة وأن له الخبرة في الحياة، فإذا بدا من هذا الأستاذ أي ريبة بسبب شيء في منهجه أو خلقه فالواجب عليك طاعة أبيك والبحث عن سبيل آخر تكتسب منه علما؛ لأن الطاعة حينئذ من الطاعة في المعروف، وإن تبين أن الأمر لا يعدو وساوس وهواجس وأن هذا الأستاذ معروف بالاستقامة في دينه وخلقه فاعمل على الاستفادة منه على وجه لا يعلم به والدك فتتقي غضبه، ولا تكون بذلك عاقا لوالدك، فقد ذكر أهل العلم أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وأنها مقيدة بما فيه مصلحة لهما ولا مشقة على الولد، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 76303، ويحسن بك أن تتفاهم مع والدك وأن تعلم حقيقة موقفه وسبب تخوفه، فتكون على بصيرة من أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة