أهم وسائل طمأنينة القلب وسعادة النفس

0 297

السؤال

على الرغم من أنني أشعر كثيرا أني قريبة من الله كما بدأت بفضل الله في حفظ كتاب الله إلا أنه تنتابني كثيرا حالات من اليأس والحزن الغريبة والخوف فهل هذا من سمات عدم الإيمان أم ماذا كما أنني دائما أشعر أنني أفعل أي جيد لا أعرف لماذا؟
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن المسلم المستقيم على طريق الله تعالى لا ينبغي له أن يحزن أو ييأس، فمادام متمسكا بدينه ممتثلا لأوامر الله تعالى، فإن أمره كله خير. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم. ويجب أن تبعدي اليأس والقنوط من حياتك، فإن اليأس والقنوط قرينان للكفر والضلال، وقد حذر الله تعالى منهما في محكم كتابه، فقال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام لابنيه: ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون[يوسف:87]، وقال عن إبراهيم عليه السلام: قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون[الحجر:56]. وإذا تسلل شيء من الحزن أو الخوف من المجهول إلى القلب المسلم فينبغي أن يطمئن قلبه بذكر الله والأنس به، ويدعو بالدعاء الذي أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحدا هم ولا حزن قط فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا". قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. وعليك أن تحافظي على الفرائض، وما استطعت من النوافل وأعمال الخير، وتبتعدي عن كل ما لا يرضي الله تعالى، فإن ذلك من أهم وسائل طمأنينة القلب وسعادة النفس في الدارين. قال الله تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون[النحل:97]. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات