السؤال
ذات مرة أغضبت أمي؛ فغضبت علي، وقالت لي: إن العلم الذي تعلمته لا يفيدك وهكذا...(وأخاف ألا يبارك الله في علمي، وفي حياتي)
في الحقيقة نظرتي وانطباعي نحوها ليست جيدة، لأسباب معينة، أهمها الصلاة، فهي غير منتظمة، أحيانا تصلي، وأخرى تترك.
وأنصحها بين حين وآخر، لكن لاحظت عدم تجاوبها. وكذلك كثير من أخلاقها لا أستطيع تحملها، في أكثر الأحيان تنتصر لنفسها، وتقول إنها على الحق دائما، وغيرها على خطأ.
وهي أيضا تتجادل مع أبي - لكن أبي يصبر كثيرا، ولا يرد أبدا- لكن هذا المشهد وغيره يزعجني كثيرا. حاولت أن أصبر، لكني تجاوزت حدود معاملتي مع الأبوين.
سؤالي هو: تلك الصورة التي أغضبت أمي ما زالت تطبع في عقلي، وكلما تذكرتها أخاف ألا يوفقني الله، وألا يبارك لي في علمي وحياتي، وألا يغفر لي في الدنيا وفي الآخرة، رغم أني طلبت منها المسامحة والعفو.
هل تخوفي هذا في مكانه؟ وماذا علي أن أفعل؟ وكيف أزيل نظرتي السيئة تجاهها؟
أرجوكم أن تفيدوني، أخاف أن أكون ولدا عاقا، وهذا الشعور ما زلت أحمله.
وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بخوفك من الوقوع في العقوق، ونسأل الله تعالى أن يجنبك إياه، وأن يرزقك البر بأمك وكسب رضاها، ودخول الجنة بسبب ذلك.
واعلم أن من أعظم برك بأمك، أن تسعى في سبيل هدايتها، وخاصة فيما يتعلق بعدم المحافظة على الصلاة، فهذا من أعظم المنكرات، فاستمر في مناصحتها بالحسنى، أو سلط عليها من ينصحها من الأقارب والفضلاء، الذين ترجو أن تستجيب لكلامهم، فعسى أن يصلحها الله بسببك، وفي ذلك أجر عظيم، ففي الحديث المتفق عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدى الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وليس في كرهك لهذه التصرفات السيئة من أمك، أو الانزعاج بسببها، وقوع في أي نوع من العقوق، ولكن المشكلة فيما إذا صدر منك أي أذى -وإن قل- أو كان إغضابك لأمك بتفريط منك، فهذا عقوق تجب التوبة منه.
ولمعرفة ضابط العقوق، راجع الفتوى رقم: 99048.
وتخوفك من أن تترتب بعض العواقب السيئة على غضبها عليك، وقولها لك إن العلم الذي تعلمته لا يفيدك شيئا، تخوف في محله، إلا أنه لا يلزم منه أن يحدث شيء من ذلك. وقد أحسنت بطلبك منها المسامحة والعفو، ونوصيك بأن تجتهد في برها، ومحاولة كسب رضاها.
والله أعلم.