كيف تكتسب قلباً خاشعا رقيقا؟

0 389

السؤال

اقرأ في الشبكة:
الأكذوبة التواصلية .. !
كيف يكون قلبي خاشعا رقيقا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما ما يسمى بالأكذوبة التواصلية فيما يتعلق بما يسمى علم التواصل، وأنه يميز بين الكذب المادي وغير المادي، فهناك مقال منشور بالصفحة الرئيسية بالشبكة الإسلامية في (اقرأ في الشبكة - مزيد)، ويمكنك الاطلاع عليه هناك لمعرفة ما يسمى بالأكذوبة التواصلية. وأما كيف يكون قلبك خاشعا رقيقا فإليك بعض النصائح: أولا: القيام بفعل الواجبات وترك المحرمات، والبعد عن الشبهات. ثانيا: الإكثار من نوافل العبادات، خاصة صلاة الليل وصيام التطوع. ثالثا: التدرب على الخشوع في الصلاة بصفة خاصة؛ لأن الخشوع هو روح الصلاة، ومن خشع في صلاته استحضر عظمة ربه فرق قلبه، فانعكس ذلك على سلوكه رقة وسكونا وتواضعا، ولذلك مدح الله المؤمنين الخاشعين في صلاتهم ووصفهم بالفلاح، وجعل أول أسباب فلاحهم في الدنيا والآخرة هو الخشوع في الصلاة، حيث قال تعالى: قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون[المؤمنون:1، 2]. أما كيف تخشع في صلاتك فاقرأ الفتاوى التالية: 3087، 11759، 24093. وهناك كتاب جيد في الموضوع، عنوانه "ثلاثة وثلاثون سببا للخشوع في الصلاة" وهو منشور على الإنترنت، يمكنك البحث عنه. وكتاب قيم آخر للعلامة ابن القيم رحمه الله، عنوانه "ذوق الصلاة" ننصحك بقراءته. رابعا: المداومة على ذكر الله تعالى في كل أحوالك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى كل أحواله. متفق عليه. فإن من لازم ذكر الله ارتبط قلبه بالله، فصار رقيقا خاشعا، يتأثر بالموعظة، ويبادر للطاعة، ويرق قلبه للخلق ويمتلئ رحمة وحبا للمؤمنين، فينعكس هذا على سلوكه وتعامله مع الخلق بالحق والإنصاف والإيثار. خامسا: الإكثار من تلاوة القرآن مع التدبر لمعانيه، ومعرفة أحكامه، والعمل بها، فإن قراءة القرآن من أقوى الأسباب الجالبة لخشوع القلب ورقته. قال الله تعالى عن هذا القرآن ومدى تأثيره: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون[الحشر:21]، وقال عنه أيضا: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله[الزمر: 23]. وهو شفاء للقلوب من أمراضها وقسوتها وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا[الإسراء:82]، وقال تعالى:إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون[الأنفال:2]، وقال تعالى: أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا[مريم:58]. سادسا: تفريغ القلب- ما أمكن- من الدنيا وشواغلها وصوارفها التي تقطع العبد عن ربه، فإذا تفرغ قلبه لربه أصبح رقيقا خاشعا. سابعا: التضرع إلى الله تعالى بالدعاء والإخلاص في ذلك، والإلحاح في الدعاء، والتعوذ بالله من قسوة القلب فـ إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن- عز وجل- كقلب واحد. يصرفه حيث يشاء. رواه مسلم. وغيره. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. رواه أحمد ومسلم وابن ماجه. وختاما نسأل الله لنا ولك رقة القلب وخشوع النفس وخضوع الجوارح لله رب العالمين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات