السؤال
ما حكم العاصي لله تعالى والمصر على عصيانه بعد أن بلغته الحجة وأقر بها؟ مع الدليل من كتاب الله تعالى أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ما حكم العاصي لله تعالى والمصر على عصيانه بعد أن بلغته الحجة وأقر بها؟ مع الدليل من كتاب الله تعالى أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمذهب أهل السنة والجماعة أن العاصي ليس بكافر، وإن كان في خطر عظيم إذا استمر على المعصية، فإن مات على معصيته فهو في مشيئة الله عز وجل إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة، وإن شاء أدخله النار، لكن إن دخلها فهو غير مخلد فيها، والأدلة على هذا كثيرة من القرآن والسنة، فمن القرآن قوله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء:48]. ومن السنة في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: وإن سرق وإن زنى. ومحل هذا إذا كان الإنسان غير مستحل للمعصية، فإن كان مستحلا لها وقامت الحجة عليه بذلك، فهو والحالة هذه يعد كافرا والعياذ بالله، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 35296. والله أعلم.