منزلة الاستغفار والآثار المترتبة عليه

0 576

السؤال

ما هي فوائد الاستغفار؟ لا يوجد بالموقع أستغفرالله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فإن الاستغفار هو طلب المغفرة، وهي ستر الذنوب والتجاوز عنها. وهو أفضل العبادات وأنفعها للعباد، وقد أمر الله عز وجل به في آيات كثيرة، فقال تعالى: واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (المزمل:20) وقال تعالى: واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه (هود:90)، وقد أمر عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم -وفي ضمن ذلك أمر لأمته- فقال عز وجل: فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (النصر:3)، وقال عز وجل: واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما (النساء:106) وقال أيضا: واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار(غافر:55)، ولما عصى آدم ربه عز وجل وأكل من الشجرة قال: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين(الأعراف:23)، واستغفر نوح ربه عز وجل فقال: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين(هود: 47)، واستغفر ذو النون في بطن الحوت فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (الأنبياء: 87). وهذا اعتراف بالذنب وهو متضمن لطلب المغفرة. وأمر هود قومه بالاستغفار فقال: واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود (هود:90)، وأمر به نوح قومه أيضا فقال: استغفروا ربكم إنه كان غفارا(نوح: من الآية10)، وهكذا ترى أن أفضل البشر وسادات الأنبياء يستغفرون الله ويأمرون قومهم بالاستغفار، ويذكرون الآثار المترتبة على الاستغفار، كل ذلك لعظم منزلته في الدين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن العباد لا بد لهم من الاستغفار أولهم وآخرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. وكان يقول: اللهم اغفر لي خطئي وعمدي... ا.هـوالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الاستغفار وفضله ومنزلته كثيرة جدا، وفوائد الاستغفار أيضا كثيرة جدا منها: أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب ورفع العقوبة، قال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (النساء:110). ومنها: أن الاستغفار سبب في جلب النعم ودفع النقم. قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (نوح:10-12). ومنها: أنه سبب لانشراح الصدر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة. رواه أحمد وإسناده صحيح. ومنها أنه سبب لحسن الخلق والسهولة مع الخلق، وقد قال حذيفة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: كان في لساني ذرب على أهلي -أي حدة- فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أين أنت من الاستغفار يا حذيفة" . رواه أحمد وابن ماجه بسند ضعيف. وفوائده كثيرة جدا. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكثرة الاستغفار، وأن يغفر لنا، وأما قول السائل: "لا يوجد بالموقع أستغفر الله" فهذا غير صحيح، وراجع الفتوى رقم: 766. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات