اختيار البنات البقاء مع الأب هل فيه عقوق للأم؟

0 41

السؤال

أشكركم جزيل الشكر على المجهودات المبذولة. اكتشفت موقعكم منذ أيام -بارك الله فيكم-، وارتحت كثيرا عند قراءة إجابتكم، ولكيفية تعاملكم مع القراء.
أنا فتاة في ٢١ من العمر، كنت في سن ١١ عندما قرر والدي الطلاق، وأقسم بالله أنني لم أكن أعي من الأمر شيئا، ولأننا كنا نسكن في بيت أبي، قررنا نحن الأربع بنات الذهاب معه، ويشهد الله أنه لم يقصر معنا في شيء من دراسة، وأكل، وغير ذلك، واضطربت نفسيتي كثيرا، فجو المحاكم -والله- صعب، وكلام الناس، ونظرتهم أننا نحن من طلقنا أمنا أصعب بكثير.
كبرنا الآن، وأمي لا زالت عند جدي وحيدة، وكل مرة أزورها تلومني، وتقول: أنا لم أنجب أولادا؛ لأننا ذهبنا مع أبي، وأرجع من عندها أبكي؛ لأنني -والله- أريدها أن تكون معنا في البيت، وأدعو الله، فهل سنأثم على هذا (اختيارنا البقاء مع أبي)؟ وإن لم تكن راضية، فهل سأتعذب؟ وإن كان علي ذنب، فأنا مستعدة للذهاب معها من الآن؛ ليعفو الله عني؛ لأنه لو رجع بي الزمن، وكنت واعية -كما أنا اليوم-؛ لذهبت دون تردد معها؛ لأن الجنة تحت أقدامها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد اختلف العلماء في السن الذي تنتهي عنده حضانة البنت، فذهب بعضهم إلى أن البنت بعد سن السابعة تكون عند أبيها حتى تتزوج، وبعضهم إلى أنها تكون عند أمها، وبعضهم إلى أنها تخير في الإقامة عند أبيها أو أمها، وانظري التفصيل في الفتويين: 50820، 64894.

وعليه؛ فلا إثم عليكن في اختيار البقاء مع الأب، وليس في ذلك عقوق لأمكم، أو إساءة إليها، لكن عليكن بر أمكن، والإحسان إليها، فبر الأم لا يستلزم الإقامة معها، ولكن يحصل البر بالزيارة، والخدمة، والرعاية، وتفقد الأحوال، وقضاء المصالح، والدعاء لها، ونحو ذلك من أنواع الإحسان، وراجعي الفتوى: 383983.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة