السؤال
عمتي مقاطعة لنا، وهناك مشاكل بينها هي وأبي. وكلما حاولنا أن نقوم بصلة رحمها ترفض، وتأتي بوسائط تطلب ألا نتصل عليها.
وأبي يحب هذا؛ لأنهما لا يحبان بعضهما، ويمنعنا أن نذهب إليها. وإذا ذهبنا بدون علمه، تبعث رسائل على أيدي أناس لأبي، وتقول له: دع أولادك يبتعدوا عني. فيتشاجر معنا.
أنا أرسل لها فلوسا من غير أن أعلمها، أو أخبر أبي أني أفعل ذلك.
هل بذلك أبرئ ذمتي أمام ربنا من قطع صلة الرحم، مع العلم أن هذه الفلوس من معاشي الشخصي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كنتم قد حاولتم صلتها وهي تمتنع وتأبى إلا القطيعة، فلا إثم عليكم، وإنما الإثم عليها هي. ولا يلزمك إرسال شيء من المال إليها.
وذمتك بريئة ما دمت حاولت صلتها وهي التي تمتنع وتأبى، ولكن نصيحتنا ألا تملي من المحاولة بما لا يضر بعلاقتك بأبيك. وذكروها بحرمة قطيعة الأرحام، وبأنكم لا ترغبون في قطيعتها، وتحرصون على مواصلتها ومودتها حذرا من سخط الله تعالى وعقوبته.
هذا وإرسالك المال إليها إن كانت محتاجة، فعل حسن يرجى لك به المثوبة من الله تعالى، ولو أعلمتها بذلك لكان حسنا؛ لما فيه من إدخال السرور عليها، وسل سخيمة صدرها، ويكون هذا من صلة الرحم المشروعة.
والله أعلم.