السؤال
أصبت بصدمة نفسية منذ سنوات، بعدها شربت الخمر، وفعلت كثيرا من المعاصي وأنا في حالة سكر، وقد تبت الآن، وأرتعش خوفا من عذاب الله، ولا أعلم ماذا أفعل لكي يرضى الله عني، ويغفر لي ذنبي؟
أصبت بصدمة نفسية منذ سنوات، بعدها شربت الخمر، وفعلت كثيرا من المعاصي وأنا في حالة سكر، وقد تبت الآن، وأرتعش خوفا من عذاب الله، ولا أعلم ماذا أفعل لكي يرضى الله عني، ويغفر لي ذنبي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت خطأ عظيما إذ عدلت إلى طريق الغواية حين أصابتك تلك الصدمة، وكان الواجب عليك أن تلجأ إلى الله تعالى، وتتضرع إليه حتى يعافيك؛ فإنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.
أما وقد حصل ما حصل، فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد، مهما عظم الذنب، كما قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى:25}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.
فمن تاب؛ تاب الله عليه، ورجع من ذنبه كمن لم يذنب، كما روي في الحديث: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وتقلع عن جميع ما كنت تقترفه من الذنوب، وتعزم على عدم العودة إلى شيء منها، وتندم ندما أكيدا على فعلها.
فإذا تبت توبة صادقة؛ فإن توبتك يمحو الله عنك بها أثر ذلك الذنب؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وربك تعالى غفور رحيم، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
فأقبل عليه -سبحانه-، واجتهد في طاعته، وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
واحرص على إيجاد بيئة صالحة من رفقاء الخير، والأصحاب الصالحين، الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى.
والزم الذكر، والدعاء، وسل الله أن يثبتك على طاعته.
والله أعلم.