السؤال
أتوقف أحيانا عندما أدعو، ليس لأن الكرب أحب إلي، لكني أستحي من الله عز وجل أنه ابتلى، وكأني أقول له: لا، وكأني أقول له: لن أصبر، وكأني أقول له: أنت الله عز وجل تبتلي فتطيل البلاء، وأعرف أنك ستكشف السوء، لكني لا أريد أن تطيل ابتلائي اليوم، واشفني غدا، فأحتار كيف أتعامل: أأصبر أم أدعو؟ وكيف أدعو؟ وإذا دعوت، فهل يكون الدعاء منافيا ومعارضا للصبر؟ وكيف أرضى، طالما أنا أتعجل الفرج، وأدعو؟ وهل الدعاء لرفع الابتلاء يعارض وينافي الرضا؟ فالأمور اختلطت علي -جزاكم الله عز وجل خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء برفع البلاء لا ينافي الصبر؛ فإن نبي الله يعقوب قال: فصبر جميل {يوسف:18}، ومع ذلك دعا بكشف البلاء، وقال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله {يوسف:86}.
ونبي الله أيوب أثنى الله عليه بالصبر، فقال: إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب {ص:44}، ومع ذلك دعا برفع البلاء، فقال: مسني الضر وأنت أرحم الراحمين {الأنبياء:83}، وتنظر الفتوى: 417613.
وأما الرضا، فهو فوق الصبر، وهو مستحب، لا واجب، ولا ينافيه الحزن على الإصابة بالبلاء، وتنظر الفتوى: 199683، والفتوى: 139774، وقد بينا أنه لا تعارض بين الرضا وبين الدعاء كذلك في الفتوى: 301870.
فعليك أن تصبر، فلا تتسخط، ولا تجزع، ولا يكن منك قول ولا فعل ينافي الصبر، والرضا، والتسليم.
وأما الدعاء برفع البلاء، وطلب العافية، فلا ينافي ذلك.
والله أعلم.